أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته الأسبوع الماضي على تراجع عند خط 6343 نقطة، بعد أن سجل قمة عند خط 6462 نقطة وقاعا عند مستوى 6292 نقطة، متذبذبا في نطاق شبه عال نوعا ما، وبلغ قوامه نحو 170 نقطة، كمقارنة بين أعلى وأقل نقطة سجلهما خلال هذا المسار الصاعد الذي جاء من عند مستوى 5817 نقطة، مما يدل على أن السوق غير مستقرة بالنسبة للمستثمر على المدى المتوسط، وما زالت المضاربة تسيطر على مجرياتها، ويؤكد ذلك تباين نسبة دخول السيولة الشرائية ما بين 45 55 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، والذي يعني أنه يمكن الاستفادة من المضاربة بالنسبة للمضارب المحترف وفي أسهم معينة، حيث هناك تقارب بين السيولة الداخلة والسيولة الخارجة في حدود ملياري ريال، وهذا يؤكد حاجة السوق إلى سيولة جديدة هدفها الاستثمار وليس المضاربة خاصة في قطاع المصارف. من الناحية الفنية، تقع السوق حاليا في مسار هابط فرعي على المدى اليومي، هدفه في حال كسر قاع الأسبوع الماضي الوصول إلى مستوى 6229 نقطة، ويتفرع منه مسار صاعد صغير هدفه الصعود إلى مستويات 6356 نقطة يمكن أن يتم تحقيقها مع افتتاح تعاملات اليوم إذا ما واجهت السوق ضغط الأخبار السلبية العالمية، حيث يعتبر أي ارتداد مقبل ولم يتجاوز القمة السابقة ويغلق أعلى منها لأكثر من ثلاثة أيام؛ ارتدادا لترتيب الأوراق من جديد، حتى يتم اتضاح الصورة. فمن أبرز العوائق التي تواجه السوق في الفترة الحالية؛ عدم وجود حوافز تشجيعية لها باستثناء إعلان نتائج الربع الثاني للشركات من عام 2010م. انفرد سهم سابك في الأشهر الماضية بقيادة السوق سواء في الهبوط أو الصعود، فعلى سبيل المثال تفاعل السهم يوم الاثنين الماضي مع الأنباء الواردة حول إبداء اليوان الصيني مرونة في سعر الصرف مقابل الدولار، ليرتفع السهم إلى سعر 96 ريالا، ويعود مع الإغلاق إلى سعر 94.25 ريال، مما يؤكد أن السوق تخضع لتأثير الأخبار العالمية أكثر من المحلية، في حين نجد الأسهم الخاملة هي من يتجاوب مع أية عملية ارتداد، مما يعني أن السوق تخضع للتحليل المالي أكثر من التحليل الفني أو بالأصح يتم تجيير علامات الإغلاق لصالح صانع السوق، فلذلك كانت أغلب الأيام تغلق السوق في المناطق المحيرة، وساعد في ذلك أن البائعين والمشترين أخذوا مراكزهم ولم يعد سوى سهم سابك الذي يواجه صراع سيولة حولته من سهم استثماري إلى سهم مضاربة، ومن المتوقع أن تستمر المضاربة على السهم حتى يتم تغلب طرف على آخر. إجمالا، ما زالت السوق مضاربة وتحتاج إلى اتخاذ القرار الجريء، فالسوق تحتاج إلى إعادة الثقة، وبالذات لدى السيولة الاستثمارية التي أنهكها الصعود المفاجئ والهبوط القاسي، فهناك أسهم أقل من سعر الاكتتاب والمضاربة اليومية تجري على أجزاء الريال، ومن المتوقع أن تشهد السوق اليوم تذبذبا يصنعه سهم سابك، من الصعب أن تتحرك مع الأسهم، حيث هناك شبه انتظار لتحرك سهم الراجحي الذي غالبا ما تشهد معه الأسهم الصغيرة تحركا إيجابيا.