عديلة السعدي اسم لامع في عالم الأزياء وصاحبة أتيليه خاص، وخبرة تمتد لأكثر من ثلاثين عاما في هذا المجال. عاشت السعدي مع الفتيات ورسمت أحلامهن في الفساتين، ونفذت أشكالا مختلفة الألوان للأثواب والجلابيات، وصممت للعرائس فساتين الزفاف. كانت بداية السعدي في تصميم ملابسها وملابس أخواتها منذ الصغر، وتخيطها بنفسها لحبها للهواية التي اختارتها لتكون مجالا لإبداعاتها. وكما تقول عديلة إن موهبتها بدأت في الظهور من خلال الأفلام السينمائية القديمة العربية أو الأجنبية ومحاكاة الموديلات وخطوط الموضة آنذاك. ولأنها مصممة أزياء بالفطرة، عملت السعدي في عدة مجالات لتعليم فنون الخياطة والتطريز أوائل السبعينيات الميلادي، حيث كانت عضوا في مجلس إدارة الجمعية الخيرية النسائية في جدة، ومسؤولة قسم الحفلات والمشرفة على قسم تعليم الخياطة والتطريز فيها. وتكمل السعدي قصة مسيرتها الفنية بقولها: «قبل وفاة زوجي في أوائل الثمانينيات الميلادية، أسست مشغلا للخياطة في منزلي في تلك الفترة، وبدأت بثلاث خياطات، وكنا نصمم فساتين الأفراح والسهرة، وبعد وفاة زوجي كان هناك فراغ كبير، فقررت أن أملأ هذا الفراغ والتوسع في مجال عملي، فاجتهدت في مجال تصميم الجلابية وتطويرها وإدخال أنواع جديدة من الأقمشة والتطريز لم تكن مألوفة في ذلك الوقت، وكان هناك إعجاب من سيدات المجتمع بتصميماتي وبالجلابيات التي كانت مستوحاة من تراثنا السعودي والخليجي، ما ساعدني على التوسع في عملي وفتح عدد من الفروع. وللتغلب على العقبات التي واجهتها في تنفيذ مشروعها وتطويره كنقص العمالة وعدم حصولها على تأشيرات استقدام خياطات وفنيي تطريز، اتجهت السعدي إلى بلاد الهند واتفقت مع عدد من المصانع لتأمين الطلبات، وبعدها بفترة وجيزة نظمت عددا من عروض الأزياء في لبنان وبعض الدول العربية وفي المملكة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية في كل من جدة ومكة والرياض والخبر، وكان ريع هذه العروض يعود للجمعيات. وترى السعدي أن ما وصلت إليه المرأة السعودية يعد نجاحا منقطع النظير لها ولمجتمعها، وأضافت في سياق ذلك: نجاح المرأة اليوم أمر مشرف ويرفع الرأس، خصوصا ما تلقاه من دعم وتشجيع، حيث تشارك في جميع المجالات. وتنصح السعدي المبتدئات من المصممات بأن هذا المجال مبني على الموهبة والرغبة والإبداع ما يتطلب عدم اليأس والصبر والاجتهاد، ومتابعة الجديد فى مجال الموضة والتصاميم، سواء في الدول العربية أو الغربية واختيار ما يناسب مجتمعنا وبيئتنا منها. وتختتم حديثها قائلة: «خلال الثلاثين عاما الماضية حاولت قدر جهدي تقديم شيء مميز للمرأة، يتناسب مع العادات والتقاليد ويرقى إلى ذوقها الرفيع، ولم يكن هذا بالأمر السهل، خصوصا أن المرأة منفتحة على أشكال الموضة والأزياء على مستوى العالم.