أدى ظهور الممثلات الخليجيات في مسلسلات التلفزيون الرمضانية وهن يرتدين (الجلابيات) أو ما يعرف في بعض دول الخليج ب (الدراعات) بمختلف ألوانها وتصاميمها؛ إلى ارتفاع أسعارها, ليصل سعر إحداها من تصميم مصمم عالمي إلى ما يقارب 40 ألف ريال (10 آلاف دولار)، وسط تنافس كبير بين دور الأزياء المحلية والعربية. ولم يقتصر تنافس المصممين والمصممات على ابتكار أحدث موديلات الجلابيات فقط، حيث وصل الأمر إلى الاعتماد عليها في عروض الأزياء التي أقيمت في الدول الخليجية، واستقدمت العارضات العالميات لتقديمها في حفلات العرض قبل بيعها للفنانات. ويدور الحديث بين النساء في أوسطاهن الخليجية, أن هناك اتفاقا بين مصممين وممثلات خليجيات لارتداء (جلابيات) من تصميمهم مجانا مقابل الدعاية للمصمم، في حين ذكرت أنباء أخرى أن ممثلات خليجيات لجأن إلى الجلابية لإظهار الحشمة وخوفا من النقد الاجتماعي والرقابة, وخصوصا في شهر رمضان، لذلك اتفقن مع مصممين معروفين لتصميم (جلابيات) يلبسنها أثناء التصوير، وذكرت أرقام خيالية دفعتها الممثلات قيمة (للجلابيات). وأدى هذا التركيز على (الجلابيات) إلى تحولها لموضة خليجية أقبلت عليها الشابات الخليجيات، وخاصة الفئة العمرية بين 25 - 35 سنة, وهي الفئة العمرية لأغلب الممثلات الخليجيات الشابات، ما رفع أسعارها إلى مبالغ كبيرة تفوق أسعار ما تنتجه بيوت الأزياء في باريس ولندن. وحول تغير الموضة نحو الجلابيات، قالت نوف عبد العزيز (26 سنة): "في السابق كنت ألبس الجلابيات في المناسبات العائلية, لكن بعد التغير الذي حصل، والتصميمات الجديدة التي يلبسها الممثلات، أصبح ارتداؤها ممكنا في أغلب المناسبات"، وتشير إلى أنها أصبحت تناسب جميع الأعمار. وترى أن الشابات يقبلن على (الجلابيات) التي تكون على شكل قطعتين، بنطال وعليه سترة من الشيفون, وأيضا التنورة والصديري ويكون مشغولا بالشك والتطريز وبعض الخيوط المتدلية وذات ألوان مبهجة، وفي العادة لا يكترثن بثمنها بما أنها تظهر أناقتهن. وحول اتجاهها للبس (الجلابيات)، تقول إيمان (37 سنة): "في مثل عمري تتنوع زياراتي ويتوجب عليّ ارتداء جلابيات لأنها أكثر حشمة ولا تخلو من الأناقة والفخامة، ومنها ما يناسب جميع الأوقات والمناسبات, فهناك ما يصلح لسهرات النساء المسائية التي تكون عادة بعد الإفطار". وعن لبس الفتيات الجلابيات، تؤكد شيخة محمد (29 سنة) أن السبب يعود إلى التصميم الحديث، إذا كان التصميم السابق يجعل الفتاة تبدو أكبر سنا من عمرها الحقيقي، لذلك كان خيارهن الموضة الأوروبية ولبس ما يناسب أعمارهن, وترى أن التصاميم الحديثة للجلابيات أعطت الفتاة والمرأة بشكل عام مساحة اختيار تتناسب وأعمارهن. وترى أن طبيعة المناسبات في السعودية تحتم على النساء لبس الجلابيات مثل ليلة الحنة والقرقيعان وأحيانا في التجمعات العائلية الخاصة، قائلة: "وهذا ساعد على الإقبال على الجلابية الحديثة". مشيرة إلى أن هناك نسبة كبيرة من نساء المنطقة الشرقية يلجأن إلى البحرين والكويت وقطر "لأن خياطة الجلابيات هناك متقنة وفي محلات متخصصة، ويملكون موهبة تقليد الجلابيات التي يرونها على الشاشة الصغيرة أو في عروض الأزياء". وذكر أحد مصممي "اليشمك" أنه قام بتطوير الجلابية مع الاحتفاظ بأصولها الشرقية وجعلها تستوحى من الطبيعة والأحجار الطبيعية الملونة, وأنها تعد أساسا من أسس فنون الشرق الأوسط التي تعكس اهتمام المرأة منذ القدم بتجميل ملابسها بالنقوش والرسومات الجميلة والتطريز والشك. وأشار إلى أن الأزياء الخليجية ما زالت تقتبس من الأزياء الهندية الممزوجة بالشك والتطريز على قماش تفته ويتداخل معه الشيفون. ومنه ما زين بتطريزات ملونة وبالوحدات المعدنية والخيوط اللامعة وبعض المرايا ذات أشكال هندسية، ومنه ما استخدم الألوان المتناقضة وجعلها متناغمة كلوحة فنية. وأضاف أنه بدأ بتطوير الجلابيات المغربية على أقمشة متنوعة منها الحرير والمخمل والموسلين. وفي استطلاع محلي وخليجي لوحظ زيادة كبيرة في أسعار الجلابيات, ففي حين كانت تراوح أسعارها بين 300 و1000 ريال (80-267 دولارا) تباع الآن بمبالغ تراوح بين 2000 و8000 ريال (534- 2134 دولارا), كما أن (الجلابيات) التي تحمل تواقيع مصممات خليجيات وصلت لحد المبالغة في السعر فتباع بأسعار تراوح بين 14000 و40000ريال (3734- 10667دولارا). المصممة اللبنانية (منال صعب)، التي تنصب تصاميمها في الجلابيات, لا تجد من مبرر لارتفاع أسعار الجلابيات، رافضة أن تربط بين جلابيات النجمات والنساء الأخريات، قائلة: "لأن لكل امرأة إطلالة, وطبيعة المرأة متذوقة للفن فلماذا الربط والمقارنة ومحاولة إشعال الأسعار بطريقة دعائية؟". فيما تجد المصممة السعودية جبرة العطيشان أن تصاميم الجلابيات "علاقتها تكون في المرأة مباشرة, إلا أن تأثر أسعار الجلابيات لظهور نجمات خليجيات يرتدين جلابيات فاخرة، أمر طبيعي في عالم الموضة"، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع التكلفة للمطرزات التي يكون جل التركيز عليها، إضافة إلى الأقمشة التي في طبيعة الحال تكون غالية الثمن.