شن المسؤولون الإسرائيليون حملة إعلامية موسعة، من أجل إحراج السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال الدعوات التي أطلقها عدد من المسؤولين الإسرائيليين من واشنطن وتل أبيب بضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة مع السلطة الوطنية الفلسطينية. فقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اعتقاده بأن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستبدأ قريبا جدا وتوقع أن تكون هذه المباحثات صعبة للغاية. وقال نتنياهو في نيويورك ليلة أمس أمام أعضاء مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية أنه لا يعقل أن يصل المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل إلى المنطقة من وراء البحار لكي ينقل رسائل بين القدس ورام الله. وأشار إلى أن المفاوضات مع الفلسطينيين ستتناول قضايا الحدود والأمن واللاجئين والمياه لكنه شدد على أن القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية. وزعم نتنياهو أن إسرائيل لا تريد أن تحكم الفلسطينيين، ولكنه قال لا نريد أن تشكل الدولة الفلسطينية تهديدا لنا. إلى ذلك ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتفاصيل الخطوات التي ينوي الإعلان عنها في الضفة مثل اتخاذ قرار بوقف توغلات الجيش الإسرائيلي إلى داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية والمصنفة كمناطق «أ» بما يعني أعادة الوضع والسيطرة الأمنية في تلك المناطق لما كانت عليه قبل سبتمبر 2000. وأشارت معاريف إلى إمكانية انسحاب إسرائيل من مناطق إضافية تمنح السلطة صلاحيات أمنية إضافية وذلك في إطار الخطوات الموعودة. ومن جانبه أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في تصريحات صحافية صباح أمس الخميس، أن إسرائيل تناور وغير عابئة بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني. وأوضح عريقات أن البعض يرى رفع الحواجز ووقف استيطان وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في سبتمبر عام 2000 وعدم اقتحام مناطق «أ» و«ب» وعدم الاعتقال وعدم استخدام المواد الغذائية والدوائية كسياسة مطبقة على شعبنا هو المطلب الفلسطينية، وهذا غير صحيح لأن تلك التزامات على إسرائيل ولا يمكن لها استخدامها كشروط ضدنا. إلى ذلك أكد رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف أن الجامعة تجرى اتصالات مكثفة هذه الأثناء لعقد اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية قبل نهاية يوليو الجاري. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي تلبية للطلب الذي قدمه الرئيس محمود عباس للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى منذ يومين.