أوشك أن أعتقد أن «قوى الإنسان الخفية» نوع من الماعز أو من الضأن، لكثرة ما أقرأ عن دورات تنعقد هنا وهناك تحض وتحث وتشجع على أن يطلق الإنسان قواه الخفية، ولا أستبعد أن تتدخل حقوق الإنسان لكي تنتصر لهذه القوى الخفية وتدين حبسنا لها وتستعين علينا بالجهات كافة، لكي يتحقق الإفراج عنها بعد أن طال حبسنا لها دون سبب شرعي. ولست أعرف كيف يكون شكل المستقبل حين يلتحق جميع البشر بهذه الدورات ويتمكنون من أن يطلقوا قواهم الخفية، غير أني لن أستغرب أن تظهر في الأجيال المقبلة مخلوقات غريبة وكائنات تمتلك قوى جبارة اكتسبتها حين أطلقت قواها الخفية، ومن حق هذه المخلوقات والكائنات أن تنظر إلينا بازدراء؛ لأننا عشنا ومتنا كما عاشت وماتت أجيال من قبلنا لم تفطن إلى أنها تمتلك قوى خفية ولم يظهر بينها من يحرضها ويحثها على أن تطلق هذه القوى الخفية. لا أستبعد ذلك كله غير أني لا أستبعد في الوقت نفسه أن ثمة متاجرة بعقول الناس تتم من خلال الترويج لهذه البرامج التي تستدرج الناس إليها بعناوين هي أقرب ما تكون إلى ترويج الأوهام تدر على مروجيها أموالا، وتشبع لدى الملتحقين بها رغبة في الاستسلام لوهم يحققون من خلاله رضى عن أنفسهم حتى إن كان رضى اشتروه بأموالهم التي يستكثرون أن يشتروا بشيء منها كتابا. وهي تجارة رائجة، وإجازة الصيف خير وقت للدوران بها في الأسواق على نحو لا يجعلنا نستغرب أن يتم الإعلان فيه عن محاضرة لأحد الدعاة المعروفين تتناول طريقة التعامل بين الناس ويكون رسم الدخول إليها 300 ريال، وليست محاضرة أو دورة الداعية (المعروف) فريدة في بابها، ما دمنا نعيش في عصر أصبح فيه استغفال الناس مصدرا من مصادر الرزق (الحلال). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة