ودع الشاعر الكبير عوض الله بن حميد البقيلي السلمي الملقب ب «أبو مشعاب» ساحات المحاورة بعد مشوار امتد 60 عاما، تنقل فيها أبو مشعاب في ميادين شعر الرد، مقارعا أبرز نجوم هذا اللون الجماهيري الممتد من سواحل البحر الأحمر إلى سواحل الخيلج العربي. أبو مشعاب الذي لامس عمره 76 عاما، اختار الأسبوع الماضي لإعلان اعتزاله في حفل تكريمي كبير جدا أقامته نخبة من أبناء قبيلة سليم، وتكفل به صاحب الفكرة الشيخ عيد بن عبد الله السلمي عقب إعلان عوض الله أبو مشعاب اعتزاله. وشهد حفل التكريم التفاف جماهير أبو مشعاب حوله، حيث جاوز عددهم الثلاثة آلاف شخص، فضلا عن حضور أكثر من 60 شاعرا من نجوم شعري النظم والمحاورة، حرصوا على تكريم أبو مشعاب الذي ودع حضور الحفل بموال وأبيات شعرية أبكت عدداً كبيراً من الشعراء والمحبين لشعره المميز. الحفل الذي أقيم في قاعة أماسي في جدة بدأ بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الشيخ سعيد زيدان البقيلي شيخ شمل قبائل بقيل من سليم كلمة ترحيبية بالضيوف، واتبعه الدكتور فهد المعطاني شيخ شمل قبائل هذيل بكلمة للضيوف شكر فيها القائمين على الحفل وقدم للمحتفى به شهادة تقديرية من الجمعية العربية للفكر والثقافة والأدب التي يرأسها، وسط تصفيق الحضور. وألقى راعي الاحتفال عيد السلمي كلمة رحب فيها بالحضور وشكر كل المشاركين في تنظيم الاحتفال. عقب ذلك تناوب شعراء النظم في إلقاء القصائد الشعرية التي تمتدح المسيرة الحافلة للشاعر المكرم، وشارك كل من الشعراء: مرزوق بن غازي السلمي، محمد سعيد الذويبي، سعدالله حامد السلمي، سعود الزعبي، عبد الله الطلحي، ماجد السلمي، وعايض البقمي. وصمت حضور الاحتفال لمدة 16 دقيقة شاهدوا من خلالها فيلما وثائقيا يرصد مسيرة أبو مشعاب منذ ولادته ومرورا بكل مراحل حياته الشعرية ومقتطفات من أجمل أبياته، ونال الفيلم الوثائقي إعجاب الحضور. وقدم أقارب وأصدقاء ومحبي أبو مشعاب عددا من الهدايا للشاعر المحتفى به، وكان من أبرزها سيارة لاندكروزر موديل 2010م، ومبالغ مالية لامست الربع مليون ريال، إضافة إلى أكثر من 150 هدية عينية. واختتم المهرجان بفقرة المحاورة، حيث فاجأ الشاعر عوض الله أبو مشعاب الحضور ببيتين جميلين رحب فيهما بالضيوف وطلب من زملائه الشعراء أن يسامحوه، وكان للبيتين خاصة الثاني منها وقع حزين على مختلف الحضور الذين صفقوا طويلا للشاعر أبو مشعاب ثم انبرى الشاعر المعروف حبيب العازمي ورد عليه ببيتين جميلين نيابة عن الشعراء. يقول أبو مشعاب: مرحبا بضيوفنا وربوعنا اللي من قريب ومن بعيد شرفونا اهل العلوم الطيبة والليل هذا ليل عيد الرجال اهل الوفا اللي معرفتهم مثل ما قالوا رصيد ربي اغفر زلتي والطف بحالي وانت غفار الذنوب نشكر الحاضرين وكل من جا وراح كلمة الشكر منا تستحقونها وأردف بالموال الثاني قائلا: سامحونا يا رموز الشعر في نجد العذيه والحجاز حان ميعاد السفر ما عاد يبقى غير تأشير الجواز موعد الرحلة قرب والله قرب يالله عليك الاعتناز ربي اغفر زلتي والطف بحالي وانت غفار الذنوب اقبلوا عذرنا واللي نبيه السماح كلمة من لسان سليم توحونها ورد عليه حبيب العازمي: البقا ياللي ترحب وانت طيب من رجال طيبين انت من فزعة سليم اهل المواقف يوم دورات السنين وان دعانا واجب الاصحاب حنا يالبقيلي حاضرين ربي اغفر زلتي والطف بحالي وانت غفار الذنوب حاضرين من اجلك يازميل الكفاح انت لك وقفتن منا ولادونها ثم اردف العازمي بالموال الثاني قائلا: بيض الله وجه ابوغازي عساه ويا عساه بالسعادة والهنا والعافية تال الحياة شاعر ما يفقده فالماقف الغصاب يا كود زملاه ربي اغفر زلتي والطف بحالي وانت غفار الذنوب والله اني على الدنيا كسير الجناح يوم اشوف الطيور اللي تقولونها عقب ذلك تواصلت المحاورة التي شهدت مشاركة عدد من الأسماء اللامعة وفي مقدمتهم حبيب العازمي، شبيب الزراقي، محمد بن طمحي، محمد السناني، زيد بن سلمي، راشد السحيمي، عمر الخالدي، عواض الشهيب، زبن القاضي، حمود السمي، شديد البقمي، مستور السفياني، مسعد القصيري، ومسحل الزويكي.