أكد شاعر المحاورة المعروف عبدالملك بن حضيض السلمي أن شعر المحاورة يشهد تراجعا في المستوى العام؛ نظرا لأن أغلب الجماهير أصبحت تبحث عن الضحك والفلاشات، بعيدا عن المعاني والترميز الذي يتميز به هذا الموروث. وقال السلمي في حوار مع «عكاظ» بأن اختلاف الجمهور دفع بعض الشعراء لركوب موجة التغيير بحثا عن إعجاب الجماهير دون أن يضعوا اعتبارا للتحول التاريخي لشعر المحاورة. • شاركت للتو في أمسيات الجنادرية 25 الخاصة بالمحاورة كيف رأيتم تلك الليالي؟ كانت ليالي جميلة وشهدت حضورا جماهيريا غفيرا بمشاركة مجموعة من كبار الشعراء يتقدمهم الشاعر المعروف حبيب العازمي وفلاح القرقاح وعدد آخر من شعراء المحاورة. • ألا ترى بأن المحاورة في الجنادرية تحتاج إلى أكثر من أربع ليال؟ أعتقد أن الأهم هو اختيار الشعراء المميزين، فقد تأتي ليلة مميزة بشعرائها وتنظيمها وتنسى الجماهير عشرات الليالي العادية، ولكن من وجهة نظري فقد كان التنظيم مميزا والحضور الجماهيري الكبير ساعد في نجاح المهرجان. • كيف ترى مستوى المحاورة خلال الفترة الأخيرة؟ المحاورة لازالت تشهد إقبالا كبيرا من الجماهير، بل إنها أكثر الموروثات الشعرية شعبية في الخليج العربي وساعد في ذلك التجديد المستمر لهذا الموروث خلال السنوات العشرين الأخيرة بقيادة شعراء عمالقة على رأسهم شاعر سليم عوض الله أبو مشعاب وحبيب العازمي ومستور العصيمي وتركي ألفين وفيصل الرياحي رحمه الله ولكن الشعر بدأ يسلك اتجاها آخر أخشى أن يؤثر على مستواه الفني على المدى البعيد. • وما هو الاتجاه الجديد؟ أتحدث عن رغبة الجماهير خلال الفترة الأخيرة في الاستماع للأبيات التي تحمل النعرات القبلية أو التي تسيء للشاعر ليتبادلون الضحكات ولا يهتمون بالشعر الأصيل والفتل والنقض والترميز الذي يميز شعر المحاورة عن غيره من المواريث الأخرى، مما ساهم في انجراف بعض الشعراء هداهم الله مع هذه الفئة وبالتالي انخفض مستوى الشعر بشكل ملحوظ. • وكيف يمكن تصحيح هذا المسار؟ أعتقد بأن العبء يقع على الشاعر أكثر من الجمهور ويجب على الشعراء أن يضعوا خطوطا حمراء لا يتجاوزونها مهما كلف الأمر، لأن الكلمة محسوبة على الشاعر وستبقى مسجلة في رصيده سواء كان ذلك الرصيد إيجابيا أو سلبيا. • اختلف عدد من النقاد حول الأفضل في الساحة حاليا من شعراء المحاورة فمن تراه الأفضل من وجهة نظرك؟ من الصعب أن تحدد اسما بعينه من الشعراء لأن الساحة تعج بالشعراء المميزين ولكن الأبرز لا يخرج عن الكبار وهم عوض الله أبومشعاب ومستور العصيمي ورشيد الزلامي وحبيب العازمي وتركي ألفين وفلاح القرقاح. • ومن الأبرز في قبيلة سليم؟ لا يختلف أحد بأن عوض الله أبو مشعاب البقيلي يحمل لواء شعر المحاورة في قبيلة سليم منذ عشرات السنوات، ولازال حتى الآن ويأتي من بعده صقر سليم وعبدالله عتقان. • كيف ترى التنافس الدائر حاليا بين قنوات الشعر الفضائية؟ أتمنى أن لا يخرج عن التنافس الشريف لأنني أرى بعيني منافسة حامية بين عدد من القنوات وأتمنى أن تصب في النهاية لصالح شعر المحاورة. • ألا ترى بأنها أضرت بالمحاورة من خلال كثرة ما تعرض من محاورات حتى تشبع المتابع وأصابه الملل؟ هذا جزء من السلبيات التي تسببت بها تلك القنوات ويجب عليهم أن يجدوا طريقة للتحكم في ذلك ولكنها في المقابل عرضت المئات بل الآلاف من المحاورات القديمة للشعراء وساهمت في إبراز بعض الشعراء وإظهارهم للمتابعين بالشكل الجيد. • ما هي المحاورة التي لازالت عالقة في ذهنك؟ محاورتي مع الشاعر المعروف محمد السناني في إحدى الليالي في جدة، وكنت غاضبا عليه بسبب يعرفه هو وطلبته في قاف ساخن أتذكر بدايته عندما قلت: يا السناني جابك الله بعد وقت طويل دوب جات الساعة اللي نحسب حسابها جت عليك ملاحظة قبل يوم وقبل ليل وأربع اللي سجلت في سجل كتابها فرد السناني: والله اني ما توخرت عن واجب بقيل وانت تعرف قدر الاصحاب عند اصحابها قبل لا تشره عليك العرب جيب الدليل والعباد اللي تقدم بها صلى بها • عرف عنك إجادتك التامة لموروث الزواميل.. هل هنالك سر في ذلك؟ لا يوجد سبب معين ولكنني أعجبت بالزواميل من طفولتي وأعشق الاستماع لها في المناسبات العامة وكنت أحفظ العشرات منها عن ظهر قلب، ولازلت أتذكر الزواميل الرائعة للشاعر رويشد البقيلي رحمه الله والشاعر عبدالله عمري البقيلي رحمه الله، حيث أثرت علي كثيرا ودفعتني لتجربة كتابة الزواميل من الصغر.