في كل بلاد العالم، وعفوا على هذا التعميم غير المنطقي، نجد الكتاب، وتحديدا كتاب الرأي، يتناولون في مقالاتهم مواضيع ترتبط غالبا بالرأي العام، ونقد القرارات المصيرية، والدفاع عن الحريات في سقفها الأعلى، والتشابك مع العام في حالته الأشمل المرتبطة بالأنظمة واتجاهات الرأي وصناعة المستقبل والعلاقات مع المحيطات الأخرى. أما كاتبنا العربي، فهو مهما ارتفع مستوى خطابه اللغوي أو مضامين مواضيعه غالبا ما يكون منتقدا أو معلقا أو ساردا لمعاناة مواطنين أو قراء. ولكي لا نشطح في الهروب من الواقع والاستطراد في التقاط التشبيهات من آفاق أخرى دعونا نحدق في محيطنا، وسنجد أن نقد الكتاب في جميع الاتجاهات كان منصبا طوال الأسبوع الماضي على «قطار المشاعر فوضى الفتاوى تحريم وإباحة الغناء أداء شركة الكهرباء قياس والتعليم والمعلمين والمستويات الخطوط السعودية ارتفاع درجة الحرارة البضائع المقلدة التي تلتهمنا بدلا من أن نلتهمها الدجل كأس العالم الأخطاء الطبية». وكما قال الزميل عيسى الحليان أمس، لم يكتب نقد طوال السنوات الماضية مثلما كتب عن الخطوط، ومع ذلك ما زال الوضع على ما هو عليه، وزاد عليه أنه لم يكتب عن وضع الرياضة ولا عن فوضى سوق الأسهم وعن احتيالات المساهمات والهوامير، ولا عن أداء شركة الكهرباء، ولا عن تحايل شركات الاتصالات، مثلما كتب في صحفنا، ومع ذلك فهذه المؤسسات أذن من طين وأذن من عجين، وما زلنا نكرر ما قلناه في المربع الأول. لم يتغير شيء، ولم يتحسن شيء، ولم تلتفت هذه المؤسسات لكل ما قيل وسيقال. إذن، ما الفائدة من كل هذا الهدر سوى التهوين على النفس بمزيد من الرثاء؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة