بعض الكتاب عندما يمسك بقلمه ويبدأ بالكتابة ينسى أنه مقيد بأمور لايجب أن يتجاوز حدودها، يفكر فقط بإعجاب القراء بمفرداته ذات المعاني القوية، ويجهل ماقد يتسبب من عواقب يندى لها الجبين، يحاول أن يكون مثل أولئك الكبار، الذين إذا خط قلمهم نصفق إعجابا بمقالات تكون أكبر بكثير من أن يقرأها أصحاب الأقلام المزيفة الذين يتباهون بمواضيعهم وماهي إلا مجرد " تجميع حروف"، لن اقول " هم" ولكن "هو" ينتمى بحبه لناديه ومن أجله يبدأ بالتطاول والشتم ورفع الأصوات، ويكون فخوراً بقلمه الذي ثار وفجر كل ما بداخله وسيزيد إعجابه بثناء جمهور ناديه المفضل الذي يدافع عنه في كل مقالاته، ولكنه غض بصره بأنه يجب يكون ذلك الإعلامي الذي يحمل لواء الوطن، فلك حق الكتابة والنقد ولكن ليس لك حق التهجم، وأنت انتقدت هذا وذاك وحتى الجماهير التي لن يزيد حضروها عن المشاهدة كانت من ضمن سطور مقالاتك. نبدأ بالتعليق على أول مشهد من مسلسل كاتبنا وهي اشهر مقالاته بالنسبة له والتي فرح بها جمهور ناديه المفضل وكان هو اشد منهم فرحاً. بعنوان " وحيد القرن" وكم خجلت وترددت عند كتابتها، فمن الواضح من المقصود بهذا المقال الذي أقل ما اقول عنه بأنه وصل لأدنى درجات السخرية "فعلا من حق جمهورك أن يصفق لك".والتالية " انتقد فيها نادي الهلال، هذا النادي الذي هو شغله الشاغل فلا يستطيع الأكل والنوم بوجوده، في احد لقاءات الزعيم ضمن معسكره في النمسا إذ قادت اللقاء إمرأة، فلم يصدق كاتبنا ما رأت عيناه وبدأت يبحث عن قلمه ويجمع في أوراقه المتناثرة وكتب بين قوسين " وافضيحتاه" ولكن مع إحترامي أحياناً تكون قيادة المرأة اقوى واعنف من قيادة الرجل، واعتقد أنه إذا كانت المرأة ذاتها قادت مباراة للنادي المفضل لكاتبنا لكان عنوان موضعه " واعظمتاه" ولكتب فيها اشعارا وقوافي تقديراً لجهودها. وبعد ذلك اكتشفنا أن مواهب كاتبنا لم تتوقف عند النقد بل أصبح محلل رياضي من نوع خاص، لأنه يحلل مستوى الفريق وإدارته وجمهوره عند بداية الموسم وكيف سيصبح في نهايته، وهذا مافعله حين كتب مقال بعنوان "سقوط الهلال" الذي نشر في العاشر من رمضان، ولكن من شدة غضب كاتبنا التي اغمت عيناه نسى أن الزعيم قد لعب أول لقائين له في الدوري وانتهت بالإنتصار. وأخيراً كي لا يمل القارئ سأذكر المشهد الأخير لأحداث المسلسل. كان كاتبنا قد مل من متابعة أخبار الهلال والتعليق عليها فقرر تغيير مساره والتوجه للكتاب الرياضيين، كان يبحث عن فريسة له قبل أن يجف قلمه، وأخيراً حاول أن يصعد إلى منصة الكبار فبدأ بمن رآه متربعاً عليها فهو أحد رموز الإعلام السعودي الذين وضعوا لنفسهم بصمة تسجل في تاريخهم الرياضي هو الأستاذ "فهد الروقي" حين علق كاتبنا على مقالته التي تحدث فيها عن آخر لقاء في دوري زين الذي جمع الهلال والاتحاد والذي انهى فيها الزعيم الدوري قبل نهايته بثلاث جولات، وهذا ما جن جنون كاتبنا وهو كيف يفوز الهلال بالبطولة ولماذا تثنون عليه، فعاد قلمه يكتب مقال من الواضح أنه كتب بدموع أجبرته بأن تكون كلماته وكأنها تشكوا ألماً وقهراً فعاد ليتجاوز الخطوط الحمراء ولكنه لم يجد أمامه سواء اختلاق الأعذار التي تكون مضحكة بعض الشيء فقد وصف الهلال بالحزين ووصف فعله ياسر بالمشينة وبات يصدر الاتهامات بطمس الحقائق وتشويش المشاهد وإنزعاجه من ردة فعل رادوي واعتقد أن لو بيده لأصدر حكماً بالسجن المؤبد بحق رادوي فكان في كل سطر يكتبه يكرر اسم "الروقي" الذي من الوضاح أنه أزعجه بمقالته التي هيا أكبر من قلم كاتبنا، واعتقد أن فهد الروقي أكبر من أن يرد عليه بمقاله يخجل الأطفال من قرائتها ويضحك عليها الكبار، أخيراً أنا لا أتعنى الإساءة ولا أبحث عن طريق لها، ولا اتصنع أن اكون أحد أولئك الكبار، ولن أحاول الكذب بأن اظهر حياديتي، فليس من العيب أن يكون للصحفي ميول، ولكن يجب أن يحرص بأن لا يحاول التجريح بالآخرين مما يزيد من اشتعال نار التعصب الرياضي التي نحاول إخمادها.