تتناقل الركبان وينتشر بين الجوالات سجال قيل عنه قصائد شعرية منسوبة إلى شيخين جليلين، الأول في سجاله عبر بقصيدة منسوبة إليه قد يكون نسبها زورا، والله أعلم، إنما تتناقلها الأوساط على أنها قصيدة من نظم الشيخ ينتقد فيها إباحة الغناء، ثم يرد الشيخ الآخر دفاعا عن النفس بقصيدة أخرى وقد تكون منسوبة إليه زورا، والله أعلم! إنما هذا حال الأمة اليوم، وسائط الاتصالات المتنوعة تلعب دورا كبيرا في تهييج الناس وتجييش الأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون! حيث يقوم «الإنترنت» (النمام) أو ناقل الكلام ويخلع على من يريد ما يريد من القول الغث أو السمين، كمن يلقي حجرا في الماء الراكد ثم تتحرك الدوائر كلها في تشابك.. هذا يهجو وذاك ينتقد وهذا يشتم وذاك يدافع، وهرج ومرج ومعارك كلامية ليس فيها غير الغبار يزكم الأنوف ويضلل الرؤية، وإذا كان الأمر على سوئه وأساه محتملا في الأوساط المختلفة إلا أنه في وسط العلماء والمشايخ والله عظيم، فما هذا الذي يجري في عالمهم، وإذا كانت هذه أوساطهم كيف يكون حال الأمة وهم سراجها.. هل ينطفئ السراج لتمضي الأمة طريقها في الظلام؟! لم يعد لنا غير الخوض في العكر، والخوض في مسائل أساءت للمجتمعات الإسلامية ولم تنصفها! وأغرقتها بوابل من التفاهات والاهتمامات السطحية المخجلة، مما يظهرها وكأنها أمة ليس لديها رسالة ولا عندها من الهموم غير الغناء، وزواج المسيار والمثقاف والمسفار! وهل يشغل قومنا غير هذا؟! علامات السقوط تظهر وتسود مما ينذر بحال أمة ولى عنها عزها ومجدها وضاعت قيمتها في الوجود! ما هذا المنحدر الذي نتهافت ونتسابق إليه، وكأننا مجموعة على أعينها عصابة تركض ولا تبصر.. منحدر ننزلق فوقه تباعا كل يوم نتدحدر أكثر من اليوم الذي يسبقه! لا فرق بين مفتٍ ومتلقٍ بين عالم وجاهل كلنا جرفنا التيار! وصارت الفتوى عالما ليس له حدود ولا فيه حرمات ولا ممنوعات، كل من هب قال فتوى وصار بيننا مشايخ الإنترنت ومشايخ القنوات الفضائية ومشايخ الأرض! وضاعت الناس إلى أين تتجه ومن تتبع؟! والخطر يزيد ويكبر، فليس العدو الخطر لأننا نعرفه عدوا، إنما الخطر الحقيقي أن ينقلب الأخ أو الصديق أو الابن أو العالم ويصير خطرا! إذا لم يسلم هؤلاء تهددت سلامة المجتمع! والأدهى أن الاختلاف بين البارزين من الشيوخ والعلماء صارت تغذيه الكلمات النابية والاسفاف المهين والغمز واللمز والطعن في الصدر والظهر، وضاعت قيم الحوار بينهم، بل إنها لموجعة وكبيرة أن تضيع قيم الإسلام بين أبناء الإسلام ممن نقول عنهم: شيوخنا وعلماؤنا.. اللهم نسألك النجاة! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة