منذ كان عمري 12 عاما، حيث عانيت من عنف أسري، وعمري الآن 20 عاما، ولا زلت أعاني من هذه المشكلة، لقد انهارت نفسيتي وصرت أشك بالجميع وأخاف من الجميع، حتى ظلي بت أخاف منه، وطوال حياتي لم أرتح في نومي وأقوم على كوابيس، وصرت أخاف حتى من أبي وأكره الجلوس بجانب الرجال من محارمي أو حتى السلام عليهم، تعبت من نفسي ولم أجد من يحس بمعاناتي، أصبحت أعاني من الوسواس والشك، وأكثر ما يخيفني أنني سأتزوج، كيف أواجه الأمر ؟ نوال - تبوك الواضح أن مشكلتك التي تعرضت لها في صغرك أحد أسباب مشكلتك الرئيسية، لذا نصيحتي أولا أن تصارحي والدتك بما حدث معك، مع تحديد الشخص أو الأشخاص الذين اعتدوا عليك، وينبغي أن تعرف ذلك والدتك، وأن تحدثيها عما حدث بالتفصيل، لأنك لن تجدي في هذه الدنيا شخصا يتعاطف معك ويفهم مجريات ما حدث مثل أمك، وحينها سيكون جزءا كبيرا من الثقل النفسي لما حدث لك قد زال من على كاهلك، وهذا أمر مهم جدا في علاج الحالة التي تعانين منها، إذ أن من يتعرضون لمثل هذه الحوادث وهم صغار ينتابهم شعور بعدم الأمن لعدم وجود من يحميهم، وربما كان خطؤك الكبير إبقاؤك لهذا السر بينك وبين نفسك، لذا سارعي باللجوء إلى والدتك والتحدث إليها عما حدث، لتقليل القلق لديك وزيادة مساحة الشعور بالأمن من خلال مؤازرتها ووقوفها إلى جانبك، ثم بعدها تذهبين معها إلى طبيبة نسائية وهذا بطبيعة الحال سيقلل بشكل كبير من حالة القلق الذي تعانين منه، وبعدها سيقل بشكل ملحوظ نفورك من الذكور، وعليك بينك وبين نفسك أن تراجعي مثل هذا النفور من أبيك وبعض محارمك من الرجال. تبقى نقطة مهمة جدا، لا بد أن تعلمي أن كل رجال الدنيا ليسوا سيئين، لذا عليك أن تراجعي هذه القناعة مع نفسك، وتذكري أن الدنيا بها العديد من النساء السيئات، فهل هذا يعني أن كل نساء الدنيا سيئات؟ لذا توقفي يا ابنتي عن هذه التعميمات، كي لا تخسرين أناسا أنت بحاجة لوقوفهم بجانبك كأبيك وأخيك وغيرهم من محارمك، كما أن من سيكون لك زوجا في يوم قريب بإذن الله هو رجل، لذا ليس من الحكمة الاستمرار في إطلاق هذه التعميمات على رجال العالم.