• بعد معاناة وتعب حصلت على وظيفة في التعليم ولكن في مدينة تبعد عن مسكن أهلي بأكثر من ألف كيلو متر، وحتى لا أفقدها وافق والدي على أن يسكن معي فيما تبقى والدتي لرعاية أخي الكبير وبقية إخوتي الصغار، ومنذ ابتعادي عن أهلي وأنا أشعر بألم شديد وألم الفرقة عنهم وألم بقاء والدي لوحده في المنزل وهو المريض بالسكر، وصرت أفكر بترك الوظيفة من أجل إخواني لاسيما أن اثنين منهم صغيران ومتعلقان بوالدي كثيرا، وكل يوم يتصلون به ويسألونه متى يرجع، وصرت محتارة ماذا أفعل؟ سمارة جدة مجيء والدك معك يشير إلى أنه لا يعمل من ناحية ولأنه بحاجة لعملك ومرتبك من ناحية ثانية، وخوفك عليه باعتباره رجل مريض بالسكر لا مبرر له لأن السكر ليس بالمرض الخطير الذي يحتاج صاحبه إلى رعاية دائمة، وعليه فإن السبب الجوهري الذي يحتل مكانة كبيرة من بين الأسباب الكامنة وراء مشاعر الضيق التي تعانين منها ربما يكمن في شعورك بالوحشة لبعدك عن أهلك، وأخيك الكبير الذي بقيت والدتك من أجله يمكن حل مشكلته بتزويجه وبالتالي يبقى مع زوجته وتحضر والدتك وإخوانك للإقامة معك وعندها تحل مشكلتك، كما أن والدتك وإخوانك يمكنهم الحضور مع كل إجازة أو فرصة تتاح لهم، لاسيما أنك قد استأجرت شقة وأثثتها وبالتالي فإن المصاريف صارت في حدها الأدنى، وإذا أتيحت لك فرصة الزواج فعندها أيضا ستحل المشكلة، وعليه فإن احتمالات حل مشكلتك متعددة، والقرار بالاستمرار بالوظيفة أو تركها راجع إليك فأنت من يحدد مقدار الاحتياج لدخل الوظيفة لا أحد سواك، لذا إن كنت مع أهلك تعتقدون أن دخل الوظيفة مهم جدا لكم وأنت بحاجة له فلابد لك من تحمل هذه الظروف بخاصة أنها ليست سيئة جدا.