أوضح مفتي مصر الدكتور علي جمعة أهمية الحوار في إزالة التوتر وتعزيز التصالح وتدعيم الأصوات المعتدلة على طاولات الحوار بين الأطراف المتعددة، مشيرا إلى الحاجة إلى حماية التعاون الثقافي وتشكيل شبكة لدعم الحلول الفاعلة لمبادرات وجهود الحكومات والمجتمع المدني، والعمل مع المؤسسات الإعلامية لنشر قيم التسامح لصالح حرية التنوع الديني والثقافي وتبادل القيم والخبرات الناجحة، ومبينا أن العالم في حاجة إلى الحوار في ضوء المشكلات العالمية الحالية، وينطلق الحوار من الاعتراف بالهويات والحقائق، واحترام خصوصيات الآخرين، على أن يقوم الحوار على التعددية الدينية والتنوع الثقافي. وأكد جمعة في كلمته في مؤتمر «مبادرات التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية»، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية، أن إقامة السلام الشامل والعادل في فلسطين سيكون له أبلغ الأثر في تحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الإسلامية، وتحقيق السلام بين الأديان، الذي يعد ضمانا لأي مبادرة لتحقيق التقارب، والأساس الذي يجب أن نبدأ به لعهد جديد من التعاون، وهي الطريقة الوحيدة لبناء عالم أكثر إشراقا وازدهارا. وحدد جمعة معالم الشراكة بين الإسلام ودول الغرب، منها: أن الإسلام دين يدعو إلى التسامح والرحمة، ويحث المسلم على التعاون والانخراط في تنمية المجتمع وبناء الحضارة وتعمير الأرض، ويتعاون ويتقبل كل الحضارات التي تساهم في بناء المجتمعات بإنشاء شراكات مع الجهات التي تستهدف تطوير الحياة الإنسانية. تعاون ديني ومن جانبه، أوضح الأمين العام للمؤتمر العالمي حول الأديان من أجل السلام ويليام فيندلي، في كلمة ألقاها بالنيابة مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين، أن العالم تجتاحه الآن ثورة جديدة في مجال التعاون الديني، وهي ثورة تعتمد على توحيد الخطاب ونبذ الخلافات الفردية، من خلال لغة مشتركة للسلام والاهتمام، مؤكدا على أهمية وجود ردود فعل أساسية للقادة المتدينين لمواجهة التحديات التي تواجه الكرامة الإنسانية من أجل حل النزاعات والتقدم الإنساني. وأشار فيندلي إلى أهمية أن يكون هناك فهم جديد للعلاقة بين العالم العربي والإسلامي والغرب، وتنفيذ هذا الوعد ببدايات جديدة تعتمد على اتخاذ عدد كبير من القرارات من أهمها نبذ خلافات الماضي وخلق أساس جديد للتفاهم من خلال القيم والأهداف المشتركة ودعم التعاون. وأكد فيندلي على أهمية أن تحدد الدول الأولويات وتضع الأهداف التي تخدم العالم بأكمله، وأن يكون الاختيار الذي تقوم به هو ما يخدم الصالح العام، وهو الذي يؤهلنا أن نستفيد من خبرات تاريخنا وتراثنا في التعاون في مجالاتنا المشتركة، ودعم الخبرات بناء على عدد من القيم، وأن لا نسمح للعنف والمفاهيم الخاطئة أن تتلاعب بقدرتنا على القيام بالاختيارات الصائبة والقيام بالأفعال السليمة بناء على الأهداف السامية المشتركة. نظرة ثقافية وتحدث في جلسة «المفاهيم الخاطئة.. نظرة ثقافية»، كل من: كاتب السيناريو الأمريكي هوارد جوردون، والفنان الأمريكي بيتر ويلر، والفنان المصري خالد أبو النجا، والعميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور علي الدين هلال؛ والكاتبة الصحافية راغدة ضرغام؛ من لبنان، وأدارتها الدكتورة سينيثيا شنايدر؛ من الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ومع أن بعض المشاركين في الجلسة أوضحوا أنه من الخطأ التركيز على الثقافة لتحقيق التقارب دون الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن الباقين أجمعوا على أن الثقافة وسيلة للتقارب عوضا عن السياسة، وأن الفن يعد لغة عالمية بين الدول والثقافات، وأفضل وسيلة لمحاربة المفاهيم الخاطئة، وأهمية ردم الفجوة وتحقيق التقارب بين الشرق والغرب، مطالبين بحل القضية الفلسطينية لتحقيق التقارب بين الجانبين. وأشار البعض إلى أن الإعلام الأمريكي تصرف بدون مسؤولية في تناوله القضايا العربية والإسلامية، لكن آخرين أشركوا الإعلام العربي في ذلك، كما طالبوا باحترام الدين من قبل الثقافات الأخرى، وأن يتمتع معتنقوه بحرية التعبير عن أفكارهم وآرائهم على مستوى عالمي.