ألمح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي إلى أن الحضارة الإسلامية قادرة على التوافق مع المتغيرات الحالية، بما تحمله من قيم إنسانية، وفكرية، وثقافية، ودعوتها للعدل، والسلام، والتسامح، مطالبا الدعاة بتجديد الخطاب الديني، والتمسك بالواقعية في عرض المشاكل، بعيدا عن التشاؤم والإساءة للأشخاص. وحذر الدكتور التركي الدعاة، في جولة قام بها في مصر أخيرا من إثارة الخلافات المذهبية والفقهية، مشيرا إلى أن أثرها كبير على وحدة الأمة، وزعزعة الثقة في مصادرة الفقه الإسلامي. ودعا الدكتور التركي، إلى إيجاد صيغ تعاون علمية وبحثية بين الجامعات الإسلامية؛ لتخريج جيل ملم بواجباته تجاه دينه وأمته ووطنه، تفعيل دورها في بناء المجتمعات، دون الاكتفاء بالدور الأكاديمي. وبين الدكتور التركي على عالمية الإسلام كدين له حضارته المنفتحة على الثقافات الأخرى، بما يحمله من قيم دينية وأخلاقية، لحل مشكلات البشرية، مطالبا الجامعات الإسلامية والجاليات المسلمة في الغرب والمراكز الإسلامية تشجيع الحوار بين الثقافات، وإعداد برامج وخطط تتسم بالاستمرار والواقعية، والاستفادة منها ثقافيا وإعلاميا وأكاديميا؛ لتعزيز التعاون بين المسلمين والغرب، وتصحيح الأفكار الخاطئة عن الإسلام، مشيرا إلى ضرورة دراسة مشكلات المسلمين الاجتماعية والاقتصادية، وإيجاد الحلول المناسبة لها. برامج مشتركة وأوضح الدكتور التركي، أن رابطة العالم الإسلامي مهتمة بتنسيق الجهود بين المنظمات الإسلامية، لمواجهة التحديات التي تواجه المسلمين، وتوثق علاقاتها مع كل من يسهم في نشر الإسلام ويدافع عنه، ويجمع كلمة المسلمين، مبينا أهمية التعاون بين المؤسسات الإسلامية بهدف وحدة الصف الإسلامي، مؤكدا أن الرابطة معنية بتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، وإيجاد برامج مشتركة. وأكد الدكتور التركي على أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تولي أهمية كبرى بالحوار الثقافي والحضاري مع الغرب؛ لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، مشيرا إلى الخطوات العملية، والجهود الفعالة للملك عبد الله في مجال الحوار، صححت كثيرا من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في الذهن الغربي. وشهد الدكتور التركي أثناء زيارته إلى مصر، عدة محاضرات وندوات في جامعة الإسكندرية، والمعهد السويدي في الإسكندرية، ورابطة الجامعة الإسلامية، واتحاد المؤرخين العرب، ولقاءات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور عبد الله الحسيني، ووزراء التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الدكتور هاني هلال، والتربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر، والشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب. القيم الإسلامية من جانبه، حذر الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام، من تطبيق معايير مزدوجة في التعامل مع الجاليات المسلمة في الغرب، بما يذكي روح الكراهية بين الجانبين، والذي تستغله أطراف أخرى لمصالح سياسية، موضحا أن قيم الإسلام العظيمة التي تدعم نهضة الأمة وتقدمها، وتدعو إلى التسامح، والسلام، والحوار مع الآخر، والعمل بجدية، وعدالة، وإنصاف، ونبذ الإرهاب، والعنف. وأشار الدكتور عبد السلام إلى ارتباط القيم في الشرعية الإسلامية بتحسين سلوك الناس، وحثهم على التمسك بالأخلاق الحميدة، والعمل على نهضة مجتمعاتهم، وفتح أبواب الحوار مع الآخر، بما يحقق خير البشرية. وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف المصرية الدكتور محمد الشحات الجندي على أن الإسلام دين متكامل، يخاطب العقل والقلب، ويدعو للانفتاح على الحضارات الأخرى، ويدعم العلاقات مع الأمم على أسس من العدل والمساواة مع احترام قيم الحضارة الإسلامية، مشيرا إلى أن تخلف الأمة بسبب تخليها عن القيم الأخلاقية، التي أبعدتها عن أسباب النهضة، لافتا الانتباه لأسباب التخلف الفكري والإنساني والحضاري للأمة، والتي تنصب معظمها في البعد عن التراث الإسلامي، وقيم ومبادئ الحضارة الإسلامية التي تقود المجتمع للتقدم والخير.