نجح المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، في تدارك بعض الأخطاء التي صاحبت تعاملاته في جلسة الثلاثاء، وذلك من خلال افتتاح كثير من الأسهم بفجوة سعريه إلى أعلى، وفي مقدمتها سهم سابك الذي أغلق على سعر 91.75 ريال في جلسة (الثلاثاء) ليفتتح تعاملاته اليومية أمس على ارتفاع بسعر 93.5 ريال، وكذلك سهم ينساب الذي أغلق على سعر 39.7 ريال، وافتتح على سعر 40.5 ريال، وهما من أكثر الأسهم تأثيرا على المؤشر العام الذي واصل بهذا الإجراء رحلة الصعود التي بدأها من عند مستوى 5817 نقطة، وسجل قمة جديدة عند مستوى 6396 نقطة. من الناحية الفنية، قطع المؤشر العام أمس مسافة طويلة من تحقيق نهاية المسار الصاعد الفرعي الذي أشرنا في التحليل السابق إلى تردده في تحقيقه، ولكنه لم يحققه بالكامل، حيث كان من المقرر أن يواصل الصعود إلى مشارف 6413 نقطة، ولكنه اكتفى بالوصول إلى مستويات 6396 نقطة، وذلك لضعف القوة الشرائية في المنطقة المحددة ما بين 6333 إلى 6373 نقطة، حيث يحتاج إلى دعم أقوى من حيث الكمية والسيولة الشرائية، فلذلك شهدت السوق في الساعة الأخيرة من الجلسة تراجعا، هو عبارة عن عملية جني أرباح الهدف منها إغلاق الفجوات السعرية التي افتتحت عليها الأسهم مع مطلع الجلسة، والحصول على الزخم الكافي لتجاوز القمم السابقة، وقد تزامن ذلك مع خروج المضاربين اللحظيين، وقبل إغلاق السوق بنصف ساعة. إجمالا، يعتبر إجراء فتح أسعار الأسهم الأكثر تأثيرا على المؤشر العام على فجوات سعرية حلا مؤقتا وليس جذريا، الهدف منه مسايرة موجة الارتفاع التي تشهدها الأسواق العالمية حاليا، وتفويت الفرصة على المضاربين الذين لا يجيدون أسلوب المضاربة الاحترافية، واستغلال محفز المضاربة التي اعتادت السيولة الانتهازية إجراءها مع نهاية كل إغلاق أسبوعي، كجلسة استثنائية لسيولة المضاربة البحتة، للاستفادة من حالة التذبذب التي تحدث في اليومين الأولين مع مطلع كل أسبوع وأثناء توقف الأسواق العالمية في الإجازة الأسبوعية. وكان من اللافت للانتباه أن كثيرا من الأسهم واجهت صعوبة في تجاوز أسعار تعتبر قمما يومية، فلذلك كانت نسبة تذبذب أسعار الأسهم المرتفعة ضئيلة، والمضاربون يضاربون على هامش ربحي بسيط، لم يتجاوز أجزاء الريال في أغلبها، ما يعني أن السوق اتسم أداؤها بالمضاربة البحتة، وذلك اتضح قبل الإغلاق بنصف ساعة، عندما عاد المؤشر العام عن طريق سهم سابك، حتى أغلق على ارتفاع وبمقدار 22.49 نقطة أو ما يعادل 0.36 في المائة، وبحجم سيولة قاربت أربعة مليارات، وكمية أسهم منفذة خلال الجلسة تجاوزت 186 مليونا، جاءت موزعة على أكثر من 100 ألف صفقة يومية، ارتفعت أسعار أسهم 64 شركة وتراجعت أسعار أسهم 63 شركة، وجاء الإغلاق على المدى الأسبوعي والشهري في المنطقة الإيجابية، ويميل إلى السلبية على المدى اليومي، ومن المؤكد أن الأخبار الآتية من منطقة اليورو وحالة الأسواق العالمية يومي الخميس والجمعة سيكون لها تأثير على اتجاه السوق المحلية في الأسبوع المقبل.