من المقرر أن يستأنف المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم تعاملاته من عند مستوى 6346 نقطة، الذي جاء كنقطة إغلاق للأسبوع الماضي، أجرى المؤشر العام عليه وخلال ثلاث جلسات متتالية عدة محاولات للإغلاق أعلى منه ولكنه لم يستطع تجاوزه كإغلاق، ليشكل عند هذا المستوى قمة مزدوجة، ليأتي كإغلاق شهري وأسبوعي في المنطقة الإيجابية، وعلى المدى اليومي في منطقة الترقب والحذر، وقد يكون مصدر ذلك الترقب معرفة أوضاع الأسواق العالمية خلال يومي الإجازة الأسبوعية، التي كانت هي الأخرى شهدت تحسنا في تعاملات الخميس، وتمت كتابة هذا التحليل قبل إغلاقها لتعاملات الجمعة. إجمالا يقود حركة السوق حاليا، سواء في الصعود أو الهبوط سهم سابك الذي انفرد بقيادتها، نظرا لتحوله إلى سهم مضاربة، ويمكن معرفة ذلك من خلال العودة إلى متابعة حركة السهم في آخر جلسة، عندما تم تثبيت السهم على سعر 93.5 ريال، بعد افتتاحه على فجوة سعرية إلى أعلى، منتظرا زيادة الكمية إلى أكثر من أربعة ملايين، وعندما تأخر الوصول إلى الكمية تم الشراء من العرض الذي كان أغلبه على سعر 93.7 ريال بهدف تزايد العروض على نفس السعر المثبت لأطول فترة خلال الجلسة، وفي نهاية الجلسة تم بيع كمية كبيرة، كتصريف احترافي مستفيدا من الافتتاح على فجوة، ليغلق على سعر 92.25 ريال، فلذلك أصبح من الضرورة استقرار سهم سابك لكي تستقر السوق وأن يعود إلى سعره فوق مستوى 93.75 ريال، حيث يعتبر افتتاح أسعار الأسهم القيادية على فجوات سعرية إلى أعلى إجراء مؤقت وليس حلا جذريا لتلافي الأخطاء السابقة أو المقبلة، خاصة أن السوق المحلية تسيطر على تداولاتها المحافظ الفردية التي سرعان ما تفقد الثقة في السوق عندما تبالغ في الصعود أو الهبوط، فليس من مصلحته الإكثار من الافتتاح على الأسهم القيادية بفجوات سعرية سواء إلى أعلى أو أسفل، حيث ذلك يتسبب في تشتيت السيولة بين الأسهم والتعلق في أسهم ليس لديها محفز في الارتفاع سواء مسايرة السوق ككتلة واحدة، وذلك يجعل السيولة تتناقص والمؤشر العام مما يولد حالة من عدم الانسجام بينهما. من الناحية الفنية يقع المؤشر العام حاليا في قناة هابطة رئيسة بدأت من عند قمة 6939 نقطة، وسجلت قاعا عند مستوى 5754 نقطة، ويمر حاليا بين مسارات منها الصاعد ومنها الهابط وجميعها داخل القناة الرئيسة، ومن ضمن تلك المسارات؛ المسار الفرعي الصاعد الذي بدأ من عند مستوى 5817 نقطة، وكان يستهدف الوصول إلى مستويات 6323 نقطة، ولكنه واصل في آخر جلسة رحلة الصعود حتى سجل أعلى قمة عند مستوى 6396 نقطة وأغلق على خط 6346 نقطة، حيث تعتبر المنطقة الواقعة ما بين 6323 إلى 6352 نقطة من المناطق التي تحتاج إلى قوة شرائية وسيولة استثمارية وكميات عالية وبالذات في الشركات القيادية، لتمكنه من تحقيق الهدف البعيد الذي يقع على مشارف 6444 نقطة التي تعتبر منطقة جني أرباح في حال عدم تجاوزها من الأفضل ترتيب المحفظة من جديد. أما على الصعيد اليومي، فإن السوق ربما تشهد تراجعا في أحجام السيولة اليومية، وهذا يساعدها على الاستقرار في مستويات معينة، والعكس في حال تزايد السيولة وعدم تفاعل أسعار الأسهم فإن الوضع غير مريح، ومن المتوقع أن تشهد الأسهم القيادية اليوم عمليات تناوب على مسك المؤشر العام في مناطق محددة، وربما تركز السيولة على أسهم ذات محفزات من الشركات المتوسطة، ويأتي التعامل فوق خط 6325 نقطة جيدة، وكسر المنطقة الواقعة بين 6310 إلى 6257 نقطة يحتاج إلى رفع درجات الحذر، والتداول فوق خط 6414 نقطة وعدم كسرها طوال الجلسة يعني أن السوق إيجابية، ومن الممكن أن تشهد السوق تحولات سريعة خلال اليومين المقبلين للاستفادة من توقف الأسواق العالمية.