حملت ثلاث فتيات على أكتافهن قضية شح المياه الذي يهدد العالم، ونظرا لأزمة المياه التي تعاني منها بعض مناطق المملكة، ما يتطلب البحث عن المزيد من التقنية والحلول المبتكرة لحل الأزمة، هنا ثلاث فتيات وصلن لآلية لتوفير المياه من خلال الاستفادة من المهدرة منها. حول الفكرة تقول أبرار التركستاني: الفكرة تكمن في إعادة تدوير المياه الصادرة من أجهزة التكييف، ففي بداية البحث كانت لدينا أفكار متعددة، ومنها إعادة تدوير المياه حيث اخترنا هذا الموضوع، بعد أن حجم الشح في المياه، وكثر استهلاكها مع قلة المصادر الطبيعية للمياه النقية، لذلك نجمع المياه الصادرة من أجهزة التكييف في المنازل واستخدامها للري أو غسيل السيارات، وكذلك استخدامها في كراسي التصريف (السيفونات)، وكانت الخطوة التالية زيارة شركة المياه الوطنية في جدة، لتزويدنا بمعلومات إضافية حول المشكلة والحلول، وأبدى المسؤولون إعجابهم بمشروعنا، ومساعدتنا في تحليل عينات مياه «المكيفات». أما رنيم إسماعيل فتقول: بداية مشاركتي في المسابقات العلمية، كانت بهدف استغلال الوقت وطاقتي لخدمة المجتمع، ورغبتي المستمرة في التعلم، وبعد مشاركة زميلتي أبرار في الورشة التدريبية (موهبة) أوصلت لنا ما اكتسبته في الورشة، فقررنا الاشتراك في مسابقة كمشروع جماعي، وتوصلنا لاختيار مشكلة المياه بسبب المعاناة التي تعاني منها المملكة، والمبالغ التي تكلف الدولة لتحلية المياه. وأضافت رنيم: جاء الاختيار لفكرة إعادة استخدام المياه الرمادية (وهي مياه مستخدمة، يمكن إعادة استخدامها أو تدويرها) الصادرة من أجهزة التكييف، في أجهزة الطرد «السيفونات»، وبعد أن علمنا أن أكثر نسبة استهلاك للمياه النقية في المنازل يكون في أجهزة الطرد، مع ملاحظة عدم القدرة عن الاستغناء عن استخدام أجهزة التكييف، وأن المياه الصادرة من هذه الأجهزة تهدر، من هنا وجدنا المشكلة وبدأنا البحث للتوصل لحل، وبعد حساب كمية المياه التي تصدر من أجهزة التكييف، وكمية المياه المستهلكة في أجهزة الطرد، وجدنا نسبة التوفير يمكن أن تصل إلى 82 في المائة، وهي نسبة ستوفر كمية من المياه النقية لاستخدامها في احتياجات أخرى، مع تقليل الضخ على خزان الصرف الصحي. وأضافت: حاولنا الاشتراك في مسابقة للابتكارات في جدة، ورغم ضيق الوقت وأهمية الفكرة، إلا أننا المجموعة الوحيدة التي تأهلت للمرحلة الثانية للمسابقة في الرياض، وهذا ما دعانا للبحث بصورة أعمق في الفكرة المقدمة، الأمر الذي أهلنا في المرحلة الثانية للفوز والمشاركة في مسابقة في أمريكا لتمثيل المملكة في معرض إنتل للعلوم والهندسة الدولي، وقد استفدنا من هذه التجربة، خصوصا في إيصال الفكرة وشرحها للباحثين المختصين هناك. أما تهاني باديب، فتقول: كانت هذه هي المرة الأولى في المشاركة باختراع في مسابقة عالمية، وكانت مشاركتي في هذه المسابقة عشوائية، ولا أستطيع وصف الشعور عند التأهل للتصفيات النهائية في سان هوزيه الأمريكية، وكانت تجربة رائعة ومفيدة، ليس لفوزنا في التصفيات المحلية، ولكن لتعرفنا بعالم المخترعين والمخترعات. والآن نبحث عن جهة لدعم هذا المشروع، وتطبيقه في مدن المملكة، للوصول إلى الهدف في تحقيق معايير توفير المياه، وبما يخفف من استنزافها دون الاستفادة منها بالشكل المطلوب.