تشهد محال بيع الأطباق الفضائية ومستلزماتها مع انطلاقة كأس العالم 2010، انتعاشا كبيرا في نشاطها، حيث بدأ محبو كرة القدم الاستعداد في تهيئة الأجواء لمتابعة ومشاهدة مباريات منتخباتهم المفضلة، كما أن ولع المشاهدين بفنون كرة القدم تنبهت له أيضا الكثير من المحال، التي حرصت على تزيين واجهاتها بلافتات قماشية وأعلام الدول المشاركة. وأصبح عشاق المستديرة يرتادون محال البرمجة والصيانة وبيع الأطباق الفضائية، إما لاشتراك جديد أو تحديث بطاقة، أو لاصطحاب المختصين لإصلاح وبرمجة القنوات في منازلهم، وهؤلاء المختصون يتواجدون أمام محلات البيع، فهم جاهزون لكل شيء حتى وإن كانت بطرق غير قانونية. «عكاظ» رصدت خلال جولتها في سوق الأطباق الفضائية في جدة، تواجد عمالة وافدة يعرضون خدماتهم، وبالتحديد في الفترة المسائية، إذ يتجمع عدد منهم لمراقبة الزبائن مستغلين مناسبة كأس العالم، ما جعلهم يتحكمون في الأسعار، نظرا للإقبال على المحال في هذه الأيام. في أحد المحال الذي يديره عامل، جلب زبون جهاز «الرسيفر» لإعادة برمجته، بعد أن وجد أن سعر الاشتراك مرتفعا، على حد وصفه. يقول مهند بامية، أحب كرة القدم، وبدأت أهيئ نفسي لمتابعتها، وفيما يخص أسعار الاشتراك، أجدها مرتفعة، وهناك استغلال من البعض لهذه المناسبة، وحتى أتمكن من مشاهدة المباريات، أحضرت جهاز «الرسيفر» لبرمجته، وحين سألت عن طريقة الاشتراك وسعره وجدته مرتفعا، إضافة إلى التركيب والبرمجة. ويضيف بامية، ارتفاع أسعار الاشتراك، يدفع البعض إلى الطرق غير النظامية، بالبحث عن الأجهزة التي تفك الشفرات، حيث لا يتعدى سعرها 500 ريال مع التركيب والبرمجة، لكن مشاكل هذه الأجهزة أنها دائمة الانقطاع في فك الشفرات. تحديث ب 400 وأشار إبراهيم الشريف إلى أن هناك استغلالا واضحا في تحديد الأسعار، حيث إن تحديث الاشتراك ب 400 ريال. ويلتقط صالح الشريف الحديث قائلا: تخيل هذا خامس محل ندخله، ويبدو أننا لن نتمكن من تحديث البطاقة، فنحن نرغب في مشاهدة مباريات كأس العالم، وسنجد أنفسنا مضطرين لقبول الأسعار المطروحة، خصوصا فيما يتعلق بالتشفير. أما عبد الله فايز فيرى أن العمالة استغلت «كأس العالم»، مطالبا الجهات ذات العلاقة بتكثيف الرقابة. فك شفرات حمد الصاعدي، الذي كان يبحث عن عامل تركيب طبق فضائي، يقول: لدي طبق قديم وجهاز رسيفر، وأريد أن أغير مكانه بعد أن حجبت فيه بعض القنوات، وأصبحت إشارات البث ضعيفة، وجئت إلى هنا بعد أن ادعى أحد الفنيين معرفته بالتركيب والصيانة، حيث أبديت له رغبتي في مشاهدة كأس العالم، فلم يتردد بمقدرته على فك الشفرات بدون اشتراك، وبسعر أقل من قيمة الاشتراك، غير أنني لم أخذ برأيه، رغبة مني في الحصول على اشتراك بطريقة نظامية، وتفاجأت بعدها أن قنوات اختفت بسبب البرمجة العشوائية. ذياب الزهراني، قال: أعشق كرة القدم، ورغبت في الاشتراك حتى أتمكن من مشاهدة كأس العام، وبعد أن أخذت جولة على عدد من المحال، وجدت أن هناك تفاوتا ليس كبيرا في الأسعار، ولكن في المقابل هي تحرض على البحث عن الطرق غير النظامية في فك الشفرة، وحيث أني أعرف صديقا «مجنون دوري أوروبي» أراد أن يتبع طريقة غير نظامية، وبعيدة عن دفع قيمة الاشتراك، حيث أشار عليه عامل بفك الشفرة عن طريق «الانترنت»، وقبل بداية المباراة وبينما ننتظر انطلاق الشوط الأول، فجأة انقطعت المباراة، وأصبحنا نبحث عن إعادتها لينتهي الشوط الأول بدون متابعة أحداثه. لم يكن لدى يوسف العفيفي الوقت للحديث أو الكلام أو حتى التوقف، إذ بدا مشغولا يحمل في يديه بعض مستلزمات أطباق فضائية، مشيرا إلى أن لديه عملا كثيرا في التركيب والبرمجة، خصوصا مع مناسبة سيشهدها العالم كله. أسعار مخفضة فيما يقول مجيب الرحمن (فني برمجة): في هذه الأيام يزداد الإقبال على محلات بيع وتركيب الأطباق الفضائية، والكثير يحضرون لشراء أجهزة استقبال، أو للاشتراك، وبعضهم يبحثون عن أجهزة فك الشفرات، وربما يكون السبب غلاء قيمة الاشتراك، مؤكدا أنه لا يبيع هذه الأجهزة، وأن هناك محلات في السوق توفرها. مضيفا أن البرمجة لا تتعدى العشرين ريالا، أما تركيب الطبق في الوقت الحالي فيصل إلى 60 ريالا، إضافة إلى البرمجة. رضا شلبي، مسؤول بيع واشتراك في محل، قال: إن أسعار الاشتراك تعتبر مناسبة جدا، حيث يصل معدل الاشتراك في اليوم من 200 300 مشترك. وأضاف الشلبي: السوق به وكلاء غير معتمدين يستغلون الزبائن الذين يحرصون على البحث عن الأسعار المخفضة. ويتفق معه أبو حسني «مندوب في أحد المحال» قائلا: أسعار الاشتراك لمتابعة كأس العالم، لا تعتبر مرتفعة بالدرجة التي يشير إليها الكثير من الزبائن، مشيرا إلى أن قيمة الاشتراك تصل إلى 680 ريالا لمدة عام. تصحيح أوضاع من جهته، أشار المشرف على إدارة الإعلام الداخلي في فرع وزارة الإعلام في منطقة مكةالمكرمة أحمد السميري، إلى أن هناك حملات مكثفة ومستمرة على محال الأطباق الفضائية ومستلزماتها، وذلك من خلال قسم الرقابة الميدانية، إذ يتم ضبط ما بين 3 4 مخالفات يوميا، حيث إن هنالك ترتيبات مسبقة قبل مناسبة كأس العالم التي يستغلها البعض في ارتكاب المخالفات التي نسعى جاهدين إلى القضاء عليها، مبينا أن المخالفات التي ترتكبها بعض المحال موجودة، وتكون بعيدة عن أعين الزبائن، كبيع أجهزة التشفير وخلافه. وأضاف السميري: هناك تعميم وجه لأصحاب تلك المحال لتعديل أوضاعهم وإعطائهم مهلة تصل إلى ستة أشهر، وأخذ رخص من وزارة الإعلام لممارسة نشاطهم بشكل نظامي وقانوني، مشيرا إلى أن هناك تعاونا كبيرا وتنسيقا مع رجال المهمات في شرطة محافظة جدة من خلال الجولات الأمنية كل أسبوع، لمنع كل التجاوزات والمخالفات لضبط بعض الأجهزة المخالفة ومصادرتها، ومن ثم معاقبة صاحب المحل بالغرامة والإغلاق. الناطق الأمني بشرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد، أكد أن الجهاز الأمني يعمل وفق استراتيجية محددة للقضاء على المخالفات والتجاوزات في أي موقع من خلال الفرق الأمنية السرية والدوريات المنتشرة، مضيفا أن محال بيع الأطباق اللاقطة ومستلزماتها كغيرها من المحال التي تخضع للرقابة والمتابعة الأمنية وضبط الأشخاص المخالفين وتطبيق العقوبات الرادعة بحقهم، كما تعمل على تكثيف وجودها في تلك المواقع، سواء كانت العمالة المخالفة تحمل إقامات نظامية أو غير نظامية، حيث تكون عرضة للإيقاف والمساءلة، طالما أنها لم تلتزم بالأنظمة.