وجهت العديد من القنوات الفضائية المشفرة ضربة قوية لقراصنة القنوات وهواة فك الشفرات بتغيير شفراتها بشكل أعجز القراصنة عن فكها. ويعيش مستخدمو "الرسيفرات" التي تتيح مشاهدة القنوات المشفرة بطريقة غير نظامية حالة من الترقب والانزعاج، نظرا لتوقف رسيفراتهم عن العمل وعدم معرفة إن كان هناك شفرة جديدة ستمكنهم من متابعة قنواتهم المفضلة أم إن الشركات المزودة لهذه القنوات، تمكنت أخيرا من حسم حرب القرصنة الإلكترونية ومنعت "الهكرز" من سرقة بثها للأبد أم إنها جولة رابحة ستضاف لمصلحة الهكرز، خاصة أن تلك الأجهزة تتراوح أسعارها بين 380 ريالاً و800 ريال . كما تعاني العمالة المتخصصة في بيع الرسيفرات والشفرات في مجمعي شارع حائل وشارع فلسطين للإلكترونيات في جدة كسادا واضحا للعيان، نظرا لعدم حصولهم على شفرة صالحة تمكنهم من بيع أجهزة رسيفر جديدة أو برمجة الشفرة الجديدة لرسيفرات الزبائن الذين توقف البث عن أجهزتهم. ويقول عبدالحفيظ وهو أحد العاملين الآسيويين في مجمع شارع حائل للإلكترونيات، (والذي تمكنت "الوطن" من الحديث معه عبر عملية شراء وهمية للحصول على المعلومات):(يتوقف البث من فترة لأخرى، ونحصل على الشفرة الجديدة عبر الإنترنت ونزودها للزبائن بعشرة ريالات)، مشيرا إلى أن العمل في بيع وتركيب أجهزة فك الشفرات يحتل أكثر من 80% من حصة العمل في مجال الإلكترونيات. ويضيف عادة ما نحصل على زبائن جدد في أوقات كأس العالم والدوريات المشفرة ولكن الطلب اليومي متزايد على خدماتنا، إلا أن وزارة الإعلام تقوم بجولات مفاجئة نضطر معها إلى التوقف عن نشاطنا والعودة مجددا بعد فترة، وأنهم لا يتعاملون في وقت الجولات التفتيشية إلا مع الزبائن المعروفين سابقا ولا يستقبلون زبائن جددا خوفا من وجود مخبرين ضمن الزبائن. ويؤكد عبدالحفيظ أن حرب القرصنة مستمرة منذ وقت طويل. وأوضح أن الشركات تصعب العملية، إلا أن "الهكرز" يعتبرون ذلك نوعا من التحدي، ونحن نستفيد من هذا التحدي، إذ إننا نقدم خدمات ما بعد البيع لقاء مقابل مادي فكلما يتوقف البث يعود إلينا الزبائن ويطلبون فك الشفرة ونتقاضى منهم عشرة ريالات مقابل كل عملية ومن الممكن أن لا يستمر البث أكثر من يوم واحد ويعود إلينا الزبون بعشرة ريالات أخرى ومن الممكن أن يستمر البث لأكثر من شهر بدون انقطاع. وعن آلية فك الشيفرات يقول عبدالحفيظ هناك أجهزة جديدة تنزل كل فترة وتتوقف عن العمل، وحاليا يوجد نوعان من الأجهزة أحدهما يعمل عن طريق الإنترنت والنوع الأفضل حاليا منها يباع ب 580 ريالا (من نوع سبايدر) وهناك نوع آخر يعتمد على تركيب رأس آخر غير الرأس الموجه إلى قمر "نايل سات" ويكون موجها إلى القمر الهندي أو التركي ويعمل هذا الرأس على فك الشفرة فقط، وهناك حاليا نوعان من الرسيفرات التي تعمل على هذا النظام وهي "نمبر ون" و"كرو 2 "وهي تباع بين 360 و 380 ريالا. حاولت "الوطن" التواصل مع عدد من الزبائن إلا أنهم رفضوا الحديث مطالبين بعدم التطرق لهذا الموضوع من قبل الصحافة تخوفا من توقف هذه الطرق غير المشروعة واضطرارهم للاشتراك بمقابل شهري مرهق للجيوب. كما أكدوا أن البث متوقف لديهم منذ أكثر من أسبوع وهم يقومون بالاتصال على المهندسين المعتمدين لديهم في مثل هذه الأمور، وأوضحوا أن هناك شفرة فتحت قبل يومين إلا أن الإرسال توقف مجددا غير ممانعين في دفع عشرة ريالات في حال ظهور شفرة جديدة.