قد تشعر أحيانا بأنك لا تستطيع أن تكمل مسيرتك في الحياة، وأن الدنيا انتهت بالنسبة إليك، وتصل بك السوداوية لتمني الموت واستعجاله، ويهيأ لك أن لا حل لمشكلتك إلا أن تتقوقع داخل نفسك وأن تظل تبكي وتبكي حتى تنتهي دموعك وتستبدلها بدماء جسمك علك تشعر براحة .. ولا تشعر بها!! ويصيبك إحساس قوي أن الدنيا بمن فيها وما عليها قد تكالبت جميعها وبلا رحمة عليك، وأنها مصممة على تدميرك وتحطيم معنوياتك!! وأن كل ما تفعله خطأ، ولا شيء صحيحا، وأن قوانين الحياة تغيرت فجأة .. فلا يصح أن تثق في أحد أبدا، ولا يجوز أن تكون عفويا مع أحد، وأن تتوقع أن كل حرف تنطق به مأخوذ عليك، وقد يحاسبك البشر على أنفاسك ولا يغفرون ويحاسبك الله على ذرات أعمالك ويغفر لك!! بل وتشعر فجأة أن مسيرتك في الحياة قد باءت بالفشل من أولها لآخرها وأن جميع علاقاتك الإنسانية خاطئة أو ظالمة أو في غير محلها. بل وقد تفاجأ بأن كثيرا من الناس ينكرون جهودك وعملك وينسون خيرك ويتربصون بخطأ منك حتى يحاسبوك عليه أشد الحساب وبلا رحمة متناسين أنهم هم أيضا بشر خطاؤون وأنهم محاسبون في السماء قبل الأرض. وقد يتسبب شعورك المستمر بالظلم أو الذل أو النكران بكآبة مدمرة تسعد البعض!! تظل دائما خيوط الأمل وتفاريح الحياة ورؤية الجانب المضيء تدفعك ليوم آخر، وخيوط الشمس الذهبية تطهر قلبك وتمدك بجرعة من الدفء والأمل.. لينة عباس جدة