تفحم ثلاثة أطفال، أكبرهم في التاسعة وأصغرهم في الثالثة «ولدان وبنت»، في حريق كبير قضى على منزلهم الشعبي في حي المصفاة «الكارنتينا» في ساعة مبكرة من صباح أمس. تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني بلاغ الحريق بعد وقت طويل من نشوبه، ووصلت إلى مسرح الحادث في وقت قصير وعثرت على الأطفال الثلاثة متفحمين تماما في غياب الأب والأم. وبحسب المعلومات، فإن رجال الإطفاء حطموا باب المنزل الشعبي المغلق واقتحموا ألسنة اللهب ووجدوا جثث سراج تسع سنوات، منال ست سنوات، ودلال ثلاث سنوات في غرفتهم المحترقة. وكانت أربع فرق إطفاء وعربة رافعة باشرت الحريق وحاولت إنقاذ الصغار، إلا أن وصول البلاغ متأخرا حال دون ذلك، واتضح أن النيران اندلعت أولا في غرفة الأطفال وانتقلت إلى بقية أرجاء المنزل الشعبي المكون من غرفة ومطبخ ودورة مياه، وقال شهود عيان: إن فرق الإطفاء حطمت الباب المغلق فيما توغل رجال إنقاذ عبر فتحة مكيف صغيرة وصولا إلى محيط المنزل المشتعل. وبحسب ذات الشهود، فإن النيران ظلت مندلعة لوقت طويل قبل إبلاغ سلطات الإطفاء، وأسهمت الأسقف الخشبية في زيادة وطأة النيران ومع ذلك نجحت الفرق في تطويق النيران ومنع وصولها إلى المنازل الشعبية المجاورة في محيط الحي المكتظ بالسكان. تابع عمليات إخماد الحريق مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العميد عادل زمزمي، فيما باشره ميدانيا مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله الجداوي ورأس فرق التحقيق المقدم عبدالله الزهراني. إلى ذلك، حث مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي المواطنين والمقيمين إلى ضرورة عدم إهمال الأطفال والصغار وأخذ الحيطة والحذر من مصادر الخطر مثل أسطوانات الغاز والمواقد والتمديدات الكهربائية المكشوفة وعدم ترك الصغار بمفردهم. في المقابل، أوضح ل «عكاظ» نائب الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالرحمن الغامدي، أن الحادث تمثل في حريق اندلع في منزل شعبي مكون من غرفة واحدة وصالة ومطبخ ودورة مياه. وأضاف أنه بعد وصول البلاغ تم تحريك فرقتي إطفاء وثالثة إنقاذ ورابعة إسعاف، واتضح أن باب المنزل الشعبي موصد من الداخل فاضطر رجال الإطفاء إلى تحطيمه وعثروا على جثث الأطفال الثلاثة، ولوحظ أن الغرفة لا نافذة لها. وعند معاينة الجثث اتضح أن سبب الوفاة حروق من الدرجة الثانية والثالثة واختناق بالغازات والأدخنة المتصاعدة. وأوضح الغامدي أن والدي الأطفال كانا غائبين لحظة الحريق ولم تتضح بعد الأسباب.