في إحدى جلسات الحوار الوطني حين كانت تناقش قضية العولمة وأثرها على حياتنا الاجتماعية، قال أحد المتحاورين يصف حال بلادنا في هذا العصر الذي سيطرت فيه الثقافة الغريبة على معظم نواحي الحياة الاجتماعية: «حين يفد الغربي إلى الرياض لا يشعر أنه غادر بلده، حيث يجد جميع مظاهر حياته الغربية متجسدة فيها سواء في المباني أو البضائع أو المطاعم أو غير ذلك. وقال محاور آخر: «إننا نحن الذين نمهد لهذا الغزو الثقافي فنفتح له ذراعينا نستقبله بفخر وسعادة، فتعلقنا بالحضارة الغربية واقتباسنا لكل ما فيها من الصور والوجوه يشبع لدينا الحاجة إلى الشعور بأننا جزء من تلك الحضارة ولسنا منفصلين عنها أو غائبين». في تلك الجلسة الحوارية، تحدث بعض المتحاورين عن السلوك الاجتماعي السائد، وكيف أنه يسهل السير في طريق الانسلاخ من الهوية وبالتالي الانفكاك التدريجي من الإحساس بالانتماء وما يتعلق به من مشاعر الوطنية ولعل أبرز مظهر من مظاهر التمهيد للانسلاخ من الهوية المحلية إلى التدثر بدثار من الثقافة الدخيلة، هو هذا الانتشار الواسع الذي يصدم أبصارنا في كل مكان نحو تفضيل إطلاق مسميات أجنبية على المحلات والمجمعات التجارية والمطاعم والمنتزهات، وما يغلب في كثير من المؤسسات والمنشآت والفنادق والبنوك من جعل اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى، حتى ليظن الغريب أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلد، وما تصدمنا به بعض المؤسسات التعليمية في إعلاناتها، من تباه وفخر بأن التعليم فيها يقدم باللغة الإنجليزية.. مثل هذه القضية يكاد معظم المتحاورين يتفقون على ضرورة معالجتها والحد منها، وأن هذا الانتشار للمظهر الثقافي الدخيل يزاحم الهوية المحلية ويسير مدعوما بقوى ترمي إلى تحقيق مصالح اقتصادية خاصة لا يهمها كثيرا الوطن ومصلحة الأمة، مما يقتضي التدخل الرسمي للحد منها وصد تيارها المتدفق، ولو أن مثل هذه القضية المؤرقة للبعض طرحت للتصويت لربما خرج المتحاورون برأي غالب يؤيد حظر استخدام المسميات الأجنبية، أو جعل اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية المعتمدة لأية منشأة كانت، أو غير ذلك مما يرجى معه إفساح المجال لنمو الثقافة المحلية ودحر غيرها من طفيليات الثقافات الدخيلة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة