انتشرت أخيرا ظاهرة القول بغير علم من غير المختصين من عامة الناس في المجالس والمناسبات، فما أن يسأل أحدهم عن أمر ما يحتاج إلى عالم حتى يهب العشرات بإفتائه!! متناسين حديث «من سئل فأفتى بغير علم فقد ضل وأضل»، وينسى المرء بأن من العلم أن لا تتكلم بغير علم أو فيما لا تعلم، بل يعد من الجهل أن تفكر وترد وتأخذ في مسائل لا تفقه فيها ولها ناسها، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجه قال: وما أبردها على القلب إذا سئل أحدكم فيما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، وعبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: إذا ترك العالم قول لا أدري أصيبت مقاتله، والخليل بن أحمد قسم أحوال الناس في العلم، فقال: رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاسألوه. ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك ناسٍ فذكروه. ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه. ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه. نسأل الله لنا الصواب في كل قول والأجر عندما نقول الحق، ونسأله أن يغفر الخطأ والزلل عندما نقول ما لا يجب أن نقول، فكم قول يرقى بصاحبه الجنان، وكم قول يهوي بصاحبه في النار. والصمت أجمل بالفتى .. من منطق في غير حينه. محمد إبراهيم فايع