ما أن تهل رياح الصيف الساخنة، حتى يصاب المجتمع السعودي «بحمى السفر»، ويبقى السؤال السائد بين الجميع من غني «ومستور» هو: وين العزم ؟! أين ستقضون الصيف ؟!. البعض يرى أن «السفر» أحد صور التغيير الذي طرأ على المجتمع السعودي كتوابع للازدهار الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة، والبعض الآخر يرى أنه سلوك استهلاكي سلبي مثله مثل الكثير من المظاهر السلبية التي تشوب المجتمع على عكس قيمه وتقاليده. والبعض الثالث يرى فيه تعبيرا عن ثقافة جديدة وانفتاح على العالم ومواكبة لما يحدث من مستجدات، ورغبة في الاطلاع والمتعة والتغيير. ولكل منهم بالطبع حيثياته وأسبابه، ولكن ما يهمنا في السفر ألا يتحول إلى عبء اقتصادي أو «هم ثقيل».. سنرى كيف تتحمل الأسر فوق طاقتها، أو أن يأتي يوم تتوقف فيه الحياة الاقتصادية والإنتاج والأعمال لأن الأغلبية «تصيف».. ما يدعونا للحديث هو أهمية التخطيط المبكر للسفر الذي يتيح للسائح خيارات واسعة بأقل التكاليف وذلك في ظل منهجية الكثير من الفنادق وشركات الطيران التي تعتمد على سياسة العرض والطلب والتحفيز على الحجز المبكر بأسعار تشجيعية قد تصل نسبة التخفيض إلى 50 بالمائة. وما نلاحظه مع بداية الإجازة الصيفية أن مجموعات من الشباب، وعائلات بأكملها، ومتزوجين حديثا، ورحلات جماعية وفردية «انتفضت» تبحث عن مقعد على طائرة أو غرفة في فندق أو شقة مفروشة أو عرض خاص في إحدى الدول. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تخطيطنا للسفر لا يأتي إلا في اللحظات الأخيرة.. الأمر الذي يجعلنا لا نستثمر الفرص والعروض المتاحة التي توفر الأمان النفسي والمادي والراحة والمتعة في السفر وتجنبنا المشقة والتوتر واستغلال البعض من الدول السياحية التي لازالت تنتهز عشوائيتنا في السفر وتنظر لنا وكأننا وحدات استهلاكية متحركة تمتلك المادة وتنقصها الثقافة !!. أحمد الشريدي رئيس تحرير مجلة سواح