ينبغي علينا أن نتوقف طويلا أمام قصة هيلة القصير التي قبض عليها أخيرا بعد أن ثبت تورطها في الانتماء للفكر التكفيري وتواصلها مع جماعة القاعدة الإرهابية وتغريرها بعدد من النساء ودعمها للجماعات المتطرفة بمبالغ مالية كبيرة، ذلك أن الوقوف المتأني أمام هذه القصة من شأنه أن يمكننا من إدراك مدى خطورة الفكر المتطرف إذ لم يعد المنتمون إليه هم الرجال فحسب، فهيلة امرأة ولم يمنعها ذلك من أن تكون واحدة من المنتمين للتطرف والداعمين للإرهاب، ولم يعد من المتقبل الحديث عن أن المتورطين في التطرف والإرهاب هم من الشباب صغار السن الذين يتم التغرير بهم لحداثة سنهم فهيلة امرأة أربعينية، ولم يعد من المتقبل كذلك الحديث عن أن الأمية والجهل سبب في التطرف فهيلة امرأة متعلمة، ومن شأن ذلك كله أن يوسع من أفق تفكيرنا حين ندرس ظاهرة التطرف الفكري وما ينبني عليه من مخططات إرهابية، فنحن في واقع الأمر أمام جماعات منظمة لا يحدها سن أو مستوى تعليمي أو جنس، وهي جماعات عابرة للحدود تتوزع بين بلدان مختلفة يستدعي استئصالها تعاونا دوليا يتم من خلاله القضاء عليها وحماية الشعوب منها. وقصة هيلة تفرض علينا القيام ببرنامج يستهدف تصحيح وعي النساء ذلك أن التغرير بهن أسهل من حيث استغلال العاطفة لديهن ومن ثم توظيفهن في استدراج عدد أكبر من النساء المنتميات للجماعات المتطرفة أو الداعمات لها أو المتعاطفات معها على أقل تقدير، ومثل هذا البرنامج لا يتحقق الهدف منه إلا إذا اعترفنا أن في مجتمعنا نساء متطرفات وخطرهن على قلتهن كبير وإذا كنا نعول على الأمهات في تصحيح مفاهيم أبنائهن فإن وجود الأم المتطرفة أكبر دافع ومحرض على تطرف بقية الأسرة وخاصة الأبناء. قصة هيلة والقبض عليها إنجاز أمني ينبغي أن يستكمل بإنجاز مماثل على المستوى الفكري يتمثل في معالجة التطرف لدى النساء على النحو الذي تتم معالجته لدى الرجال. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة