حذر الباحث في شؤون الإرهاب وأستاذ علم الجريمة في جامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح من احتمال لجوء التنظيم الإرهابي إلى تجنيد انتحاريات والشروع في إيجاد «خلايا انتحارية نسائية» بهدف تنفيذ عمليات تفجيرية مستقبلا، داعيا إلى ضرورة التنبه إلى مخاطر اختراق التنظيم الإرهابي للمجتمع النسائي واستغلال خصوصية المرأة في مجتمعنا من أجل توفير الدعم المادي له وتنفيذ مخططاته الإجرامية. وجاءت تحذيرات الدكتور الرميح على خلفية القبض على (هيلة القصير) والتي أطلق عليها «سيدة القاعدة» داعيا إلى الدفع بالجانب الفكري التوعوي الموجه إلى المرأة من أجل تحصينها من خطر الانغماس في تيارات فكرية متشددة. استغلال المرأة ووصف الرميح لجوء التنظيم إلى تجنيد عناصر نسائية لإيجاد مصادر التمويل لأفراده في الداخل والخارج بأنه دلالة على أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، «لأن تنظيم القاعدة قائم على الرجل وعندما بدأ يسند مهمات رئيسة إلى المرأة فهذا يدل على نفاد الرجال»، كما يدل على تمكن قوات الأمن من اختراق هيكله التنظيمي، ما جعله يلجأ إلى عناصر مساندة أقل قوة تتمثل بالمرأة التي كان التنظيم لايلقي لها بالا، وأصبحت الآن تمثل مرتكزا لديه لعدة اعتبارات، منها التجنيد حيث يمكن للمرأة أن تؤدي دورا رئيسيا في التنجنيد وأن تغيير قناعات الزوج أو الابن تجاه التنظيم الضال، مستغلين في ذلك خصوصية المرأة في مجتمعنا، حيث يتغاضى غالبا في نقاط التفتيش عن المركبات التي بداخلها امرأة، وهو ما استغله التنظيم في تنقلات أفراده، ووصفهم بأنهم يستغلون طيبة الناس وتقدير المجتمع للمرأة، ولذلك عمدوا إلى ربط الإرهاب بالمرأة في محاولة للتخفي، كما وجد التنظيم أن المرأة تمثل عاملا مهما لتوفير مصادر التمويل للإرهاب بجمع الأموال من النساء تحت غطاء عمل الخير وبناء مشاريع إسلامية ودعم الفقراء «ليس لحساب جمعية خيرية أو مشروع خيري نظامي وبالتالي تجمع الأموال دون حسيب أو رقيب ثم تذهب الأموال إلى القتل والتفجير». وبين الرميح أن القاعدة استغلت المرأة في ثلاثة حوادث إرهابية أولها حادثة الهدا في الطائف قبل نحو خمس سنوات، وفي الرياض حين ارتدى إرهابيون عباءات نسائية قبض عليهم متخفين بها قبل تنفيذ أعمال إجرامية، إضافة إلى العملية الأخيرة المتمثلة في تجنيد «سيدة القاعدة» هيلة القصير والتي تمكنت قوات الأمن من كشفها. فريق أمني وطالب الرميح بتشكيل فريق أمني متخصص في وزارة الداخلية يتولى متابعة مواقع الإنترنت التي تدعو إلى العنف والتطرف، إضافة إلى الاستمرار في دعم وتحفيز دور الأسرة الرقابي الذي يمثل الدور الرئيسي والأول قبل غيره في تحصين الشاب والفتاة. ضعف الجانب التوعوي وحذر الرميح من خطورة ما يقوم به الإرهابيون من محاولات لاختراق المجتمع عبر بوابة «تجنيد المرأة» واستغلالها في إيجاد مصادر التمويل المادي واللوجستي للتنظيم، منتقدا ضعف الجانب الدعوي الذي يستهدف تحصين النساء من الانغماس في تيارات وأفكار متشددة يدعو لها الفكر الضال, مبينا أن نسبة الخطب الموجهة للنساء تعد ضئيلة جدا، ولذلك عمد التنظيم الإرهابي إلى استغلال المرأة في هذا الجانب، وأضاف «للأسف الإرهابيات الآن يعملن كمجموعات منظمة يخدمن أهدافا معينة لديهم تنظيم واستراتيجية ونفس طويل للتجنيد». دراسة عن «المرأة الإرهابية» وكشف الرميح في حديثه ل«عكاظ» أنه بصدد الانتهاء من دراسة أمنية اجتماعية شاملة عنوانها «المرأة الإرهابية» مضيفا «يجب أن نعترف أن المرأة الإرهابية أخطر من الرجل، باعتبار أن الرجل يقتصر دوره على الجانب التنفيذي أما المرأة فقد تؤدي دور الممول والمجند والداعم وهي الملاذ والحصن الآمن لإخفاء الإرهابيين»، وعن أبرز محاور دراسته قال «تتضمن الأسباب التي تدعو بعض النساء للتوجه إلى الإرهاب، شخصية الإرهابية، كيف تتحول المرأة إلى الإرهاب، خطر الإرهابية, أدوار المرأة في الخلية الإرهابية، وكيف تتقمص المرأة دور الرجل في الإرهاب». تجنيد انتحاريات ولم يستبعد الرميح احتمال أن يلجأ التنظيم الإرهابي إلى تجنيد انتحاريات مستقبلا وإيجاد خلايا انتحارية نسائية لتفجير أنفسهن لتتحول المرأة بذلك الدور إلى «إرهابية تنفيذية»، وأضاف «من المهم جدا في الوقت الحالي أن تلتفت قوات الأمن للمرأة بنفس التفاتها للرجل وأن تدفع بالفكر النسوي بمؤازاة الفكر الرجالي من حيث التحصين، وإلى التفتيش والتثبت والتأكد من شخصية المرأة»، متسائلا «إلى متى نغمض أعيننا»، وأوضح أن المرأة الإرهابية تمثل حاليا نسبة بسيطة لا تتجاوز 5 في المائة، «ولكن للأسف بسبب خاصية مجتمعنا الذكورية وبسبب ضغط الجهات الأمنية على الرجل الإرهابي فقد وجدت المرأة الإرهابية مساحة أكبر من الحرية وإمكانية التحرك»، مطالبا بأن تكون التجمعات النسائية كالدور الاجتماعية وحلقات التحفيظ تحت عين الرقيب لكشف خفايا «المرأة الإرهابية» والقضاء عليها كما قضي على «الرجل الإرهابي». هيروين في أشلاء إرهابيين وأضاف الرميح الذي لم يستبعد تورط جهات خارجية (جماعات أو دول) حاقدة في توفير الدعم المادي واللوجستي لعناصر الفئة الضالة، وقال بلا أدنى شك الإرهاب والمخدرات وجهان لعملة واحدة، الإرهابيون يستغلون عوائد عمليات تهريب وشراء وترويج المخدرات التي تدعم عمليات غسل الأموال من أجل تنفيذ مخططاته الإجرامية مستندا في ذلك إلى دراسة ظهرت أخيرا تكشف عن أن 96 في المائة من الانتحاريين عثر في دمائهم وأشلائهم على نسب عالية من الهيروين المخدر لكي يقتل نفسه بهدوء من بينهم عناصر وجدت في العراق وفي الأردن إضافة إلى انتحارية قبض عليها قبل تفجير نفسها اكتشف بأنها تحت تأثير سموم الهيروين. واختتم الرميح حديثه قائلا «بوصفي عضوا في لجان المناصحة فإنني أؤكد أنه لايوجد إنسان واحد مظلوم في سجوننا، فالسجون لدينا بعيدة كل البعد عن العنف، ويجب على أولياء الأمور والأمهات تبليغ الجهات الأمنية عن أي أعمال مريبة قد يتورط فيها فلذات أكبادهم أو عن أي مشبوهين يحاولون التغرير بهم للانزلاق في مهاوي الإرهاب أو مناطق الصراع.