بعد النجاح الباهر في الحرب على الإرهاب الذي حققته أجهزة الأمن السعودي سواءً على صعيد الضربات الاستباقية أو على صعيد الأمن الفكري، وبعد أن أصبح التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة، خاصة بعد أن انكشفت سوأته واتضحت مراميه في محاولة تقويض أمن المجتمع واستقراره وازدهاره وهو ما اتضح في الفشل في تجنيد الرجال والشبان والمراهقين بعد أن تمت توعية أفراد المجتمع وتحصينه ضد الغلو والتطرف، لم يجد قادة التنظيم وسيلة سوى تجنيد النساء على نحو ما كشفت عنه المصادر مؤخرًا بسقوط أخطر امرأة في التنظيم المدعوة (هيلة القصير) في قبضة الأمن السعودي قبل ثلاثة أشهر، بما يؤكد مرة أخرى على يقظة عين الأمن التي لا تنام ونجاحه في كشف أوكار عناصر القاعدة واستباق خطواتهم التخريبية، واستخدامهم في الحصول على المعلومات الأمنية التي تساعد في القبض على المزيد من العناصر الإرهابية. وقد بدا من الواضح أن تنظيم القاعدة لم يعد قادرًا على تحمل الضربات الأمنيه المتواصلة فعمد إلى التصريح باسم هذه المرأة علانية مهددًا بأعمال خطف إن لم يتم إطلاق سراحها بما يدلل على أهميتها بالنسبة للتنظيم، وهو ما تأكد من خلال محاولاتها التغرير بالطالبات منذ عدة سنوات لحملهن على التبرع بما في ذلك بيع مجوهراتهن بحجة استخدام تلك الأموال في بناء المساجد وغير ذلك من الأعمال الخيرية فيما يتم إرسالها للتنظيم. (هيله القصير) أرملة أحد أفراد التنظيم الذي قتل قبل ست سنوات في مواجهة محاولة تفجير موقع وزارة الداخلية ما كان للمملكة الإعلان عن اسمها صريحًا لولا بيان القاعدة الذي صرح بذلك، فالجهات الأمنية في بلادنا لم تكشف عن هويتها طيلة الأشهر الثلاثة السابقة حفاظًا على خصوصيتها وكرامتها كامرأة، مثلما حافظت السلطات على أرواح عدد من زوجات المطلوبين أمنيًا، وآخرهن زوجة الإرهابي صالح العوفي التي حررتها قوى الأمن من داخل وكر إرهابي كان ملاذا لعناصر القاعدة، كما أن (هيلة القصير) كان يصرف لها راتب شهري ضمن برنامج رعاية أسر الذين ماتوا في أعمال إرهابية، الأمر الذي يؤكد على الجانب الإنساني في الاستراتيجية الأمنية السعودية.