لا يكفي أن تحرص وزارة التربية على فحص الجانب الفكري للمتقدمين للعمل في التدريس من أجل استبعاد من يحمل أفكارا متطرفة ومنحرفة، وذلك لأن من يبيت النية للتغرير بالطلاب وإفساد عقولهم ودفعهم للانحراف وحملهم على التطرف والانتهاء بهم إلى جماعات التكفير والإرهاب لن يعدم الحيلة على مخاتلة لجان المقابلات وإخفاء ما يبطنه من تشدد وتطرف لكي يتحقق له ما يريد من تسرب إلى جهاز التعليم والعمل من داخله على تنفيذ مشاريع الجماعات المتطرفة على نحو من شأنه أن يحول المدارس إلى خلايا لتفريخ التشدد والتطرف. حماية التعليم لا تتحقق بدون برامج متواصلة من المراقبة على أداء المعلمين لا يمنع المستجدين منهم من إفساد عقول الطلاب وإنما يستأصل من تبقى من المعلمين القدامى الذين ارتكبوا جريمة تحويل الطلاب إلى قنابل موقوتة ضد الوطن والمجتمع، برامج المتابعة الدقيقة ينبغي لها ألا تتوقف عند حدود التعليم العام بل تمتد لتشمل التعليم الجامعي كذلك إذ ينبغي تطهيره من أولئك الذين ينصب جهدهم على ترسيخ قواعد التشدد من خلال ما يلقونه من محاضرات وما يشرفون عليه من رسائل، وقد برهنت قوائم المطلوبين أمنيا أن المنتمين إلى الجماعات الإرهابية لم يعودوا محصورين في فئة الشباب وصغار السن ممن نطلق عليهم «المغرر بهم» بل امتدت هذه القوائم لتشمل عددا من حملة الشهادات العليا ممن تخرجوا على يد أساتذة غرسوا فيهم مفاهيم التشدد والتطرف وقدموهم لسوء مصيرهم وبقوا هم حيث هم يمارسون مهمتهم المتمثلة في تخريج أجيال جديدة من المتطرفين. [email protected]