كلها 365 يوما تتكرر سنويا، ولكن بعضها يحتوى على طرائف في تفاصيلها الدقيقة جدا لدرجة تجعلنا نتوقف لنتأمل في غرائبها .. بدأت هذا المقال في السابع عشر من هذا الشهر الأول وكان يوما مميزا حتى قبل أن تشرق الشمس .. مكوناته الرقمية كانت ساحرة بجمالها لأن الرقم 17 هو من الأرقام الأولية .. وهي لا تقبل القسمة إلا على نفسها وعلى الرقم واحد فقط لا غير وبالتالي فهي تمثل «نخبة» مختارة، وكأن الله عز وجل قد اصطفاها لندرسها ولنتأمل في «نقاوتها»، فبخلاف الأرقام الأخرى مثل 15 على سبيل المثال والتي تقبل القسمة على 3 وعلى 5، تتميز ال 17 بعدم احتوائها على أية أرقام أخرى وكأنها من سلالة رقمية «نقية» .. والرقم هو مجموع أول أربعة أرقام أولية وهي 2+3+5+7 .. ويحتوى على بعض الطرائف الأخرى فهو عدد دول الاتحاد الأوروبي .. وعدد عضلات اللسان .. ويقال إن البسمة على وجوهنا تحتاج إلى عمل مجموعة عضلات عددها 17.. وفي فرنسا رقم هاتف الشرطة هو 17 .. وقد استخدمه معماريو اليونان منذ آلاف السنين في هندسة أحد أشهر المباني التاريخية وهو معبد «البارثنون» في أثينا والذي يقف هيكله على 17 عامود .. ولكن بعض الدول لا يحبون هذا الرقم لأنهم لا يتفاءلون به ففي إيطاليا مثلا لن تجد صف المقاعد رقم 17 بداخل الطائرات التجارية .. ولن تجد رحلات جوية بهذا الرقم .. ولن تجد الطابق السابع عشر في العديد من المباني .. ولا الغرفة رقم 17 في الفنادق .. أو المستشفيات .. ويقال والله أعلم إن السبب هو أن كتابة الرقم بالأرقام الرومانية xvii ممكن أن يقرأ باللاتينية وكأنه كلمة «قد عشت» أي «قد أكملت حياتي» والوصول إلى نهاية الحياة غير محبب إن كنت في المستشفى .. أو بداخل الطائرة أو أي مكان آخر طبعا .. ولذا فهو شبيه بالرقم 13 المشؤوم في الغرب .. وأما في تاريخنا الحديث فهو يذكرنا باغتصاب فلسطين فقد صدر «وعد من لا يملك إلى من لا يستحق» في مطلع نوفمبر 1917 وتحديدا كتب وزير الخارجية الإنجليزي آرثر بلفور وعده الشهير بمنح جزء من فلسطين لإقامة «وطن» للصهاينة .. ولكن قبل أن نكون أية أفكار سلبية نحو الرقم، فلنتذكر أنه يذكرنا بفرص عظيمة وفرها الله عز وجل لنا كل يوم فهو عدد ركعات الصلوات المفروضة علينا يوميا. أمنية كل يوم في السنة مفروض أن يكون له مكانة خاصة في قلوبنا وعقولنا، وكالعادة نجد ذكرى القدس في كل مكان ومنها في الرقم 17.. فلو بحثت عن السورة رقم 17 في القرآن الكريم فستجد أنها سورة الإسراء .. أتمنى أن تحرك الأرقام بداخلنا العديد من المشاعر .. وأهمها الإيمان .. وسأنهي المقال هنا لأنني تعرضت للنقد على طول مقالاتي .. وللعلم فإجمالي عدد كلمات هذا المقال تقبل القسمة على 17.. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة