ما هو الفرق بين النقد وبين الاتهام؟ هذه المسألة على قدر كبير من الأهمية، وللتوضيح فالنقد يكون بتقييم عمل أو أداء وتحديد درجة الرضا على هذا العمل أو الأداء من خلال تحديد سلبيات وإيجابيات ذلك العمل، ويجب ألا يمس شخص الإنسان بأي حال من الأحوال أو التشكيك في نزاهته أو شرفه أو أمانته فهنا يكون الوضع قد اختلف من النقد إلى الاتهام. وللأسف الشديد أن البعض قد لا يفرق بين النقد وبين الاتهام، فتجد بعض المقالات أو التصريحات التي يفترض فيها الموضوعية قد تجاوزت النقد إلى الاتهام الشخصي للمسؤول أو المعني في نزاهته أو شرفه أو أمانته، والنتيجة التي قد تخفى على البعض أنه إذا بلغ الأمر إلى حد الاتهام ففي هذه الحالة يجب على صاحب الاتهام إما أن يثبت اتهامه بالأدلة القاطعة، وإما أن يعاقب بالتعزير شرعا على اتهامه للآخرين بدون دليل، وغالبا ما تكون العقوبة التعزيرية في مثل هذه الحالات السجن والجلد. لذا أتمنى أن نكون أكثر دقة حين نوجه نقدنا للآخرين، وأن نكون أكثر حرصا على ألا نتجاوز النقد ليصل إلى الاتهام من ثم يكلفنا ذلك ضياع المستقبل لا قدر الله في حالة إيقاع عقوبة الاتهام بدون دليل من سجن وجلد. فهل يسوى أن يخاطر الإنسان بمستقبله لاتهامه للآخرين بدون دليل؟ وأما إن كان لا يفرق بين الاثنين فالمصيبة أكبر. * المحامي والمستشار القانوني [email protected]