أروع روائي سعودي قابلته في آخر ثلاثة أشهر من حياتي المهنية أثناء عودتي لآخر مرة كاتبا في العزيزة «عكاظ» هو محمد الرطيان. للوهلة الأولى كنت أخلط بين اسم بطل المذكور الآيل إليه رواية «الوطبان» وبين الرطيان نفسه، بوصف هذا الأخير بين قوسين بطله وعالمه وعلى تماس معه الآن ومن قبل وربما من بعد أيضا. وما لم يكن إلى «الوطبان» سجل مدني قديم فقطعا ربما لا نستطيع ذات يوم على محك روائي تمييز أحدهما عن الآخر. لم أكن وقتئذ قد قرأت شيئا من الرواية، لكنني عندما عدت من الرياض إلى جدة وقرأت نصفها في حوالي أسبوع، قلت لنفسي من قبل أن أكتب شيئا عنها إنها رواية سينما سعودية مائة بالمائة، ومع ذلك، أدركت أن كثيرا من فصول روايته بقضها وقضيضها تنصب في خانة التراجم متبوعا بقصة البحث عن الذات. أجمل ما في الحياة أن ينشغل الإنسان في بحثه عن ذاته.. لأنه إذا وجدها فقد تنتهي مشاكله، ولكن ما يزيد الإنسان مشكلة فوق تعاسته أنه يبقى منشغلا في بحثه عن آخرين لكي يحصل على إجابات ربما لا تفيده في قليل أو كثير، إذا ما كان يتوق فعلا إلى الخلاص كيما يرتاح ويهدأ ويطمئن كثيرا من الداخل. إنني أشترك مع هذا الرجل الرائع في نظرية الصلح مع الذات وأن الحياة حلوة حلوة، وكما مررت ذات مساء من تحت جدار آيل إليه في الفيس، فكتبت مقتبسا من الخيام ربما لتسعمائة سنة خلت، هكذا معلقا على رؤاه الآن لمرة أخرى أكتب: «انهض أيها الحبيب الراقد من أجل قلوبنا.. وبجمال كلماتك تعال.. تعال،، فأوجد حلولا لمشكلاتنا».. وبمثل هذه الكلمات أيضا اكتب.. لن يستطيع أحد إيقافك أيها المبدع.. فكما تبقى الكلمات، فللأفكار أيضا أجنحة.. وثق تماما أيها العزيز أن الناس تحبك فعلا.. وكما قيل عنك ذات يوم هناك أو ربما هنا.. أنك من أكثر الكتاب السعوديين جماهيرية، فهذا صحيح.. صحيح.. ومن جانبي دعني هكذا أكتب إليك ولسوف تصبح ذات يوم، عما قريب أو بعيد، نجم رواية سعوديا فريدا من نوعه.. إذ ليس بالضرورة أن تبقى في رفحا أو تخرج منها.. وليس بالضرورة أن تخرج من البذلة الرمادية للوطبان أو تبقى.. فقط كما أنت يفترض عليك أن تكتب كيما تعيش وتتألق،، وترى الحياة بمآسيها وبكل مرارة أيضا تراها مثلي أنا العجوز حلوة حلوة ومن ناحية كلماتك لتكن ناقصة.. ناقصة.. فهي بنقصانها سوف تدوم كثيرا وتبقى!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة