كحالة طلق المرأة المتعسرة ولدت جائزة نادي حائل للرواية، فقد تأخر إعلان نتيجتها خاصة أن القائمة القصيرة أعلن عنها من وقت مبكر. ومع إعلان أسماء الروايات الست التي وصلت إلى الفرز النهائي قيل كلاما لا يليق بتاتا بمشهد ثقافي ندعي فيه النضوج واستيعاب آليات فرز الروايات المرشحة. وقد سل البعض أقلامهم في هجوم رخيص على لجنة التحكيم وعلى الأسماء المرشحة لنيل الجائزة. المهم أن ما قيل هو من الزبد أما ما بقي فهي الجائزة التي تؤسس لجائزة محترمة يفاخر الفائز بها بأنه حصل عليها من قبل لجنة تحكيمية ذات عمق ثقافي ورؤى نقدية متقدمة. كما أن جائزة نادي حائل تستدرك غياب الجوائز التقديرية أو التشجعية. وكم هي المحاولات لإحياء هذه الجائزة إلا أنها محاولات عجزت عن إحياء جثة ينادي الكثيرون بسرعة دفنها وعدم ذكرها. وحين يأتي ناد ليقوم بهذا الدور الكبير يستوجب أن ترفع له التحية.. كما يستوجب أن تكرر محاولة إنعاش المطالبة بإيجاد جائزة باسم الوطن تمنح لأبناء هذا الوطن الذين لايقلون أهمية عن سواهم، كما لا يليق بمجتمع بهذا الزخم والإمكانيات والحضور العالمي ولا يقدر مبدعيه بجائزة ترفع من سقف الإبداع المحلي. وعودة إلى جائزة نادي حائل بعد أن تعكر الماء بما ألقي فيه من كدر، صفا وأعلنت الجائزة بفوز محمد الرطيان عن روايته «ما تبقى من أوراق محمد الوطبان» وهو فوز مستحق لرواية استطاع فيها الرطيان كسر آليات السرد (كما فعل في القصيدة) متجها نحو (الكولاج) في زخرفة نصه الروائي بما يحقق بناء روائيا مستحدثا لا أقول في تجربة الرطيان (لكون روايته هي أول عمل روائي له) بل على مستوى التجربة الروائية المحلية. والرطيان أحد مجانين القصيدة الحديثة خرج إلى فضاء الرواية ليكتب لنا جنونه العذب كما يشتهي هو لا كما يشتهي النقاد وحين أنجز نصه بتقنية الفوضى الخلاقة اجتذب إليه ذائقة النقد الحساسة حيال التميز والتفرد. وفوز الشاعر الرطيان بجائزة الرواية يقضي على اتهامات أن من يكتب الرواية من سياق مغاير إنما يكتبها (للفزعة) أو طلبا لوهج الإعلام. الرطيان مقدرة إبداعية خلاقة سواء في القصيدة أو في المقالة، وهو الآن يتفرد في الرواية. والقائمة القصيرة التي وصلت في تصفيات جائزة نادي حائل كلها روايات بها من الجدة الشيء الكثيرا تحديدا روايتي الصديقين علي الشدوي وسعد الهمزاني، وفوز الرطيان لا يسقط بقية الروايات المرشحة بل يثبت أن الكتابة الروائية لدينا وصلت إلى مرحلة متقدمة يمكن لأي رواية (من القائمة القصيرة) أن تكون هي الرواية الفائزة. فمبروك للرطيان ولنادي حائل ولبقية القائمة القصيرة وللجنة التحكيم التي صبرت على أذى زبد البحر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة