انتشرت حفلات الزواج الجماعي في الآونة الأخيرة حتى أصبحت «ظاهرة»، ذلك أنها تمثل شكلا من أشكال المساهمة الفعالة في زواج الشباب والفتيات، كما تمثل حلا عصريا لمشكلة ارتفاع نفقات الزواج، وحائط صد أمام معوقات زواج الشباب التي تحد منها غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، بالإضافة إلى تضاعف تكاليف المعيشة، وهي المعوقات الأبرز أمام الشباب الراغبين بالزواج في مجتمعنا. ولم تعد هذه الظاهرة حكرا على مجتمعات بعينها أو فئات دون أخرى، بل تغلغلت في معظم الدول العربية والإسلامية تقريبا وبشكل سريع، حيث تقيم العديد من الجهات والجمعيات الخيرية سنويا، حفلات زواج جماعية لمئات الشباب والشابات، إذ أصبحت حفلات الزفاف الجماعي مطلبا ضروريا أمام غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسبة العنوسة، وقد أصبح هذا المشروع مثلا يحتذى في كل الدول. قبل سنوات مضت، كان مجرد الحديث عن إقامة حفلات الزفاف الجماعي أمرا مرفوضا كليا من قبل البعض، وقابلا للنقاش من قبل آخرين مضطرين له بسبب سوء أحوالهم المعيشية، لكنه اليوم، ونظرا لتغير الظروف الاقتصادية على الجميع وارتفاع تكاليف الحياة، صار الزواج الجماعي أمرا جيدا ومقبولا أكثر من السابق، حيث يخفف من تكلفة الزفاف، خاصة أن الشباب المقبل على الزواج يكون في بداية حياته غير قادر على إقامة حفلة زواج مكلفة والتجربة رائعة تغرس القيم الدينية والاجتماعية، وتيسر على الشباب غير القادر على اختصار نفقات الزواج الباهظة. إن أهم ما في حفلات الزواج الجماعي أن الشباب بفضلها لن يلجأ للاستدانة من أجل إقامة حفل العرس، فالأعراس الجماعية هي فرصة للشباب ذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون سوى راتبهم. سعيد هندي السلمي (محافظة الكامل)