اسمه «فهد» ورفض أن أذكر لقبه لأن ما يقوم به مازال سرا لا يعرفه إلا زوجته، هو شاب يعمل في مجلس الشورى مراسلا، وبعد العمل يجوب الطرقات بسيارته الأجرة كعمل إضافي، في المغرب يذهب للمعهد بحثا عن شهادة الدبلوم، ثم يجوب الطرقات قبل أن يعود في 11 مساء لبيته وزوجته المعلمة التي تحضر ماجستير باللغة الإنجليزية. أدهشني هبوطه من السيارة وفتحه «لشنطة» السيارة وأخذ الحقيبة ليضعها، ثم قال : تفضل يا أستاذ. سبب هذه الدهشة أني وخلال عامين كل أسبوع يوم الثلاثاء عصرا أعود إلى الرياض، وكل مرة أستقل سيارة أجرة، ولا مرة حدث لي هذا مع أي سائق سعودي، فعادة السعودي يعتقد أن كرامته أهم من أن يقوم بهذه الخدمة، فيما الأجنبي لا يجد حرجا، ويرى الأمر كما قال لي فهد : «هذا عملي وعلي أن أقوم به على أحسن وجه» .. تزوج فهد دون أن يخبر أسرة زوجته أنه يقود سيارة أجرة خوفا من أن يرفض، حتى زوجته في البداية لم تكن تعرف هذا السر، وكان مترددا بعد الزواج أن يخبرها، وكان لديه سيارتان واحدة للزواج وأخرى للعمل، لكن الوقت لم يطل فزوجته كانت تملك من الوعي الكثير، وترى أن من يندب حظه ولا يبحث عن عمل إضافي ليحسن دخله هو شخص لا يمكن الاعتماد عليه، أو هكذا قال لي. فهد يذهب وزوجته للخارج مرتين في عطلة الربيع والإجازة السنوية، دخلهما 20 ألف «راتب زوجته 8 آلاف» وراتبه في العمل الأساسي لا يتعدى 4 آلاف، فيما سيارة الأجرة تدر عليهما 12 ألف ريال، ربما لأنه يقوم بعمله كما يجب. يقسطان أرضا، ورغم أنهما متزوجان منذ ثلاث سنوات، مازالا يؤجلان فكرة الإنجاب حتى لا تتعطل مشاريعهما، فزوجته تريد الدكتوراة، وهو يريد بناء الأرض وتكملة دراسته، قال لي: «لابد من تهيئة الجو المناسب لقدوم الأطفال». حين أوقف السيارة أمام البيت، هبط سريعا وأخذ الحقيبة ووضعها أمام الباب قائلا : «الحمد لله على السلامة» . سألته : هل تسمح لي بذكر حكايتك فأنت نموذج على المجتمع أن يفتخر بأن له أبناء مثلك ؟ قال لي : ولكن الاسم الأول، فذكر اسم العائلة سيغضب أقربائي وأقرباء زوجتي، أنت تعرف يا أستاذ صالح مشكلتنا مع مقولة «عيال الحمايل» ، وأنا كما يقال ولد حمايل، وزوجتي كذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة