عمري 25عاما، بعد تخرجي في الجامعة التحقت للعمل في التعليم، تزوجت لكني ومنذ ثلاثة أعوام أصبحت امرأة مطلقة، قبل أيام تقدم رجل متزوج وغني راغبا الزواج مني، هل أوافق عليه؟ رغم أني لم أتخيل نفسي يوما ما أن أعيش كزوجة ثانية، والدتي ترفضه ووالدي موافق عليه، مشكلتي الكبرى أني أعجز عن اتخاذ قراراتي بنفسي حتى في ملابسي بينما أحل مشاكل من حولي بحكمة، أنفق مالي لإسعاد من حولي، بينما لا أستطيع إسعاد نفسي به، لا أحب استخدام المكياج، أشعر أن أمي تكرهني، ضاقت بي الدنيا ولم أعد قادرة على تحمل المزيد.. فماذا أفعل؟ تهاني الطائف الغنى ليس سببا كافيا للقبول بالرجل، فإن كان ذا أخلاق سيئة لن تحصدي سواها. نعم، لو ذهب المال فستعيشين مع أخلاقه السيئة إن كان ذا أخلاق سيئة، وعليك قبل القبول به أو رفضه أن تراجعي نفسك هل لديك القدرة والاستعداد لتحمل وجود زوجة وأبناء والتزامات لهذا الرجل في حياتك؟ وهل ستستطيعين تحمل غيابه عنك لمدة 24 ساعة تعيشين فيها لوحدك؟ وهل ستدفعينه ليكون عادلا بينك وبين البيت الثاني؟ هل ستستطيعين العيش في أجواء الغيرة؟ وهل بمقدورك أن تعيشي وأنت علي يقين أنه في البيت الثاني مع امرأة أخرى؟ كل هذه الأسئلة عليك أن تطرحيها على نفسك وتجيبي عليها، مع التأكيد على أن زواجك منه ليس حراما ولا عيبا، ولكنه أمر تتحمله بعض النساء، ولا يستطيع تحمله البعض الآخر، فلكل امرأة ظروفها وقدرتها على تحمل ذلك، ولا يمكن لأحد أن يتخذ القرار عنك، اسألي جيدا عنه وعن طباعه ودينه، ليس دينه الظاهر بل دينه الحقيقي المرتبط بتعامله مع الناس وبعدله وحلمه وصبره وتواضعه، ومنطقه، لا سيما أن الكثير من الفتيات يرين أن لا وجود لدوافع حقيقية تدفعك للقبول برجل متزوج ظروفه ستحرمك من الاستمتاع بوجوده في حياتك كل الوقت، ووجهة النظر الأخرى أن الشخصية الجيدة الكريمة والحليمة والمتواضعة والمنطقية أهم بكثير من الشخصية التي تتصف بعكس ذلك حتى لو كان الوقت كله مع زوجته، فالنماذج الحمقاء من الأزواج والبخلاء والفظين تتمنى زوجاتهم ابتعادهم عنهن، بحيث يكون وجودهم خارج المنزل أرحم لهن من وجودهم إلى جانبهن، مرة أخرى الأمر يرتبط بطبيعة الرجل أكثر من ارتباطه بكونه متزوجا أم أعزب، وكونه غنيا أم فقيرا، وتأكدي أنه لا توجد في الدنيا أم تكره ابنتها، قد يكون العكس هو الصحيح، حاولي التقرب منها وستجدين أنك كنت تعيشين في غيبوبة عن حنانها بسبب اعتقاداتك الخاطئة عنها.