• قد تعتبر مشكلتي بسيطة بالنسبة لمشاكل الآخرين، ولكنني أرى نفسي غارقة بها، أو أنني لم أستطع التأقلم معها، عمري 29 سنة، متزوجة من 10 سنوات، عندي أربعة أطفال، ولدان وبنتان، وأعيش حاليا مع زوجي فقط لتربية الأولاد، حيث لا أشعر أنه حريص على وجودي بجانبه، هو رجل عملي جدا ودائما يردد شعاره أن (الحب ما يطعم عيش)، لديه من الأعمال مايكفي لجعله في عالم آخر غير عالم الزوجية ومسؤولية الأولاد وأنا عكس ذلك، لم أستطع يوما الوصول معه لحل يرضيه أو يرضيني رغم مابذلته من جهود، فنحن مختلفان في الفكر، وهو بدوره يستخف دائما بتفكيري، وفيه عزة نفس في أمور عادية لا ينبغي أن تكون عزة النفس موجودة بها عند الزوجين، يؤمن كثيرا في أمور لابد من أن يؤديها كزوج، لا وجود للتواصل الفكري أو العاطفي بيننا، فهو في واد وأنا في واد كما يقولون، حتى في أيام الخطوبة كنت أعاني من جموده وجفوته وفي الآونة الأخيرة أصبح يتدخل تدخلا سلبيا في تربية الأطفال مما زاد المشكلة بيننا، فهل أنفصل عنه أم أستمر مع ما في حياتنا من جفاء وتباعد؟ أم ريم تبوك سنك يشجع بعض النساء على طلب الانفصال، ولكن الأبناء الأربعة يشلون مثل هذا القرار، لسبب وجيه يكمن في أن هؤلاء الأطفال جزء مهم من حياتك ولا أعتقد أنك تفرطين بهم، وقبل أن تتخذي قرارا بالانفصال أو بالاستمرار لابد لك من التفكير بنتائج الانفصال أو لا، وهل أبناؤك مهمون عندك أكثر من نفسك أم أنك تفكرين بنفسك وتريدين البحث عن حياة جديدة مع رجل جديد؟ لا أستطيع أن أقرر عنك، فأنت من يحدد أي المصالح أهم من غيرها، هل مصلحتك أولا أم مصلحة أبنائك، وهل بقاء أبنائك مع أبيهم يشعرك بالأمن والراحة أم أنك تفضلين بقاءهم معك؟ وهذه المسألة مهمة جدا وينبغي أن تكون هي النقطة الأساسية في قرارك، الأمر الآخر مهم أيضا وهو ذلك الجزء المتعلق بمشاعرك وحياتك النفسية والعاطفية، فأنت إنسان في المقام الأول وتحتاجين أن تعيشي حياة مريحة وآمنة وسعيدة أو على الأقل مريحة، إلا أن تحقيق كل ذلك يختلف بين امرأة وأخرى، فواحدة ترى أن أولادها رقم واحد في سلم الأولويات، وأخرى ترى أن نفسها هي رقم واحد في هذه القائمة، لذا لابد من مراجعتك لنفسك وتحديد أولوياتك وتحديد موقع أبنائك في المعادلة التي ستقف وراء القرار الذي ستتخذينه، وهناك نقطة أخرى مهمة تتطلب أن نلقي الضوء عليها وهي تلك المتعلقة بالمستقبل وهي تختلف أيضا من امرأة لأخرى، لذا فكري بنفسك حاليا ومستقبلا، وفكري بأبنائك حاليا ومستقبلا وتدخل زوجك بتربية أبنائك سلبيا هو مسألة تحتاج لمراجعة منك مع استشاري أسري حتى يتحدد أمامك الخطأ والصواب فيما يتعلق بتربية أبنائك، وهل ما يفعله زوجك صواب أم خطأ، وبعدها يمكنك أن تقرري وتحددي أيهما أفضل البقاء أم التسريح والفراق.