تداعيات وتحقيقات وآثار الأمطار والسيول أفرزت مجموعة من المصطلحات والطروحات الجديدة في مجتمعنا، مثل: لصوص الأراضي، المحاسبة، التعديات، وأقف اليوم أمام مصطلح ملتبس وغامض وظالم وهو مصطلح لصوص الأراضي، وتحديدا في مدينة جدة، فالملاحظ هذه الأيام أن أي مسؤول في أمانة جدة يطرح مشروعا لإزالة حي من الأحياء العشوائية، لا بد أن يبرر ذلك بخطر السيول، وتعديات لصوص الأراضي، ولكن هل هذا حقيقي؟!. من خلال استماعي لمجموعة كبيرة من سكان هذه الأحياء وجدت أن تهمة لصوص التي تطلق عليهم هي صفة ظالمة من حقهم أن يطالبوا بمحاكمة من يطلقها عليهم، فهؤلاء عندما لم يجدوا شبرا واحدا في مخططات جدة الشمالية لا منحة ولا شراء، وإمكاناتهم المادية أقصر من أن تشتري 100 م2 على أي رصيف من أرصفة الشوارع الفاخرة اتجهوا شرقا، حيث الأراضي الرخيصة التي كانت متاحة لهم في ذلك الوقت، وقدموا طلباتهم للبناء وإيصال الكهرباء، وأنشئت عندهم المدارس والمراكز. ولذلك، فهم ليسوا لصوصا، بل مواطنون اشتروا هذه الأراضي أو تلك بحر مالهم، ولديهم مبايعات تشهد على ذلك، ولا يمكن لومهم على الاتجاه شرقا لأن هذه هي الجهة التي فتحت فضاءاتها لهم.. أما الذين يلامون فهم الذين كانت الأراضي موجودة أمامهم ولم يخططوها ويوزعوها على المواطنين، ولم يجبروا أصحابها على تخطيطها، ولم يشترطوا الصرف الصحي ولا تصريف السيول، ولم يقوموا بأي شيء سوى الحصول على مزيد من الجزاءات على تجاوزات البناء. والآن، وبعد أن طاحت الفأس على الرأس، أصبح هؤلاء المواطنون هم اللصوص، والذين تسببوا في هذه الفاجعة بإرادتهم أو غصبا عنهم أبطالا في الهدم والتعدي على أملاك المواطنين. أخيرا.. إخلاء المناطق العشوائية بدون توفير بدائل أخرى لهؤلاء ليس حلا منطقيا، ولا أمرا يمكن لعاقل أن يتصوره، وهذا ما يجب أن تلتزم به أمانة جدة أمام المواطنين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة