الأطلال هنا ليست قصيدة الشاعر إبراهيم ناجي، ولا أغنية أم كلثوم، التي أبدع في تلحين كلماتها رياض السنباطي. والأطلال أيضا ليست الآثار التي وقف عليها الشعراء العرب القدامى، أو دعوا للوقوف عليها متذكرين كل أحبابهم وأعدائهم وذكرياتهم. الأطلال، هنا، ليست هذا ولا ذاك، الأطلال حي من أحياء شرقي جدة، التي كتب على سكانها أن يواجهوا قراصنة الصكوك ولصوص الأراضي في ظروف غير متكافئة ولا منطقية. فسكان هذه الأحياء، بين الانشغال بتدبير أمور حياتهم اليومية الملحة وتحدي نقصان الخدمات ونسيان الجهات الخدمية، كيف يمكن لهم أن يفكروا بمن يريد أن يغزو أرضهم إلا في اللحظات الأخيرة، حينما تكون المواجهة شيئا لا يمكن تجاهله، ولكن أيضا لا يملكون أية فرصة للفوز فيها. إن الأوامر الملكية واضحة، وقد تم التشديد عليها في الآونة الأخيرة، بل وضعت ضوابط جديدة وصارمة للإحياء وشروط التملك ومساحة الأرض، التي من حق المواطن الحصول عليها؛ لبناء بيت يحميه من شرور الوقت والناس وظروف الحياة الصعبة. ولكن، يبدو أن هناك من لا يرضيهم أن يكون إنسان هذه الأرض سعيدا ومطمئنا، ويجب أن يرهقوه ويزهقوا روحه، حتى إذا ترك قلب المدينة وأجمل جهاتها لهم وذهب إلى الشرق، حيث المنفى والملاذ، طاردوه إلى آخر الأرض. فأي لعنة تليق بهؤلاء القراصنة واللصوص، سوى لعنة العقاب الثقيل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة