صرفت حكومة جنوب أفريقيا 2 مليار و315 مليون دولار، لتجهيز عشرة ملاعب ستقام عليها مباريات المونديال حيث بلغت تكلفة ترميم 5 ملاعب 605 مليون دولار، فيما بلغت تكلفة إنشاء 5 ملاعب مليار و 710 مليون دولار، موزعة على تسع مدن في جنوب أفريقيا، والملاعب مقسمة بين مناطق مرتفعة عن مستوى سطح البحر، حيث سيكون الطقس البارد مسألة في ذهن الفرق والمشجعين، وبين مناطق ساحلية، وأيضا في المدن الشمالية الصغيرة نلسبروت وبولوكواني. وسيكون هناك تركيز على مباريات كأس العالم في جوتنج، وهي القلب الاقتصادي لجنوب أفريقيا وأعلى منطقة فوق مستوى سطح البحر، حيث ستقيم أغلب الفرق معسكراتها التدريبية من أجل التأقلم، وهذه المنطقة أيضا لها أسوأ سجل في الجريمة في جنوب أفريقيا، وهي واحدة من الأمور التي تقلق منظمي البطولة. وفيما يلي وصف مختصر لكل استاد. جوهانسبرج ترتفع 1753 مترا فوق سطح البحر، وهي العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا وأكثر مناطق البلاد ثراء، وأصبحت جوهانسبرج مدينة في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ازداد التدافع من أجل التنقيب عن الذهب في مرتفعات ويتواترساند الغنية، وكانت جوهانسبرج التي يعرف قاطنوها باسم جوزي أو جوبرج مركزا للنضال السياسي ضد سياسة التمييز العنصري، قبل تولي الأغلبية الحكم في 1994 خاصة في منطقة سويتو، وسيستضيف استادان في جوهانسبرج هما سوكر سيتي وإيليس بارك 15 مباراة في نهائيات كأس العالم من بينها مباراتا الافتتاح والنهائي. سوكر سيتي بني في الأصل في ثمانينات القرن الماضي، وخضع لعملية إعادة بناء ليصبح استادا رائعا، وقد بني كي يشبه الوعاء وسيكون أكبر استاد في قارة أفريقيا، حيث تسع مدرجاته نحو 90 ألف مشجع ويستضيف الافتتاح والنهائي. إيليس بارك هو استاد شهير لرياضة الرجبي وبني في 1928، وأعيد بناؤه في 1982 وتم تحديثه، استخدم الاستاد في نهائيات كأس العالم للرجبي في 1995، ويسع نحو 62 ألف مشجع، ويستضيف سبع مباريات بينها مباراة في دور الثمانية. بريتوريا هي العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا، حيث يؤدي الرؤساء القسم، وكانت بريتوريا مقرا لحكم الدولة القائمة على التمييز العنصري، وحمل تقليد نلسون مانديلا السلطة فيها عام 1994 معاني رمزية، ورغم أنها عاصمة جنوب أفريقيا إلا أنها مدينة صغيرة وهادئة متوارية في ظل جوهانسبرج القريبة. ويهيمن نصب فورتريكر التذكاري العملاق على مدخل المدينةالجنوبي، الذي يخلد ذكرى هزيمة 12 ألفا من قبائل الزولو، على يد مجموعة صغيرة من الفلاحين في 1838. لوفتس فرسفيلد يسع الاستاد 55 ألف مشجع، وسيستضيف ست مباريات في نهائيات كأس العالم. وهو ملعب نادي ماميلودي صنداونز، وهو أحد الأندية البارزة في جنوب أفريقيا. كيب تاون يطلق عليها «المدينة الأم»، وهي أكثر مدن جنوب أفريقيا زيارة، ويعتبرها كثيرون أكثر مدن البلاد جمالا، تقع على المحيط الأطلسي وهي واحدة من ثلاث مدن ساحلية تستضيف مباريات في كأس العالم، كما أنها أيضا مدينة نابضة بالحياة وبها العديد من الثقافات، ويقع سجن روبن ايلاند الذي أمضى فيه مانديلا عقدين من الزمن بعيدا عن الشاطئ وهو الآن قبلة هامة للسائحين. جرين بوينت تم بناء هذا الاستاد في موقع ملعب جولف سابق. وتأخرت أعمال البناء في الاستاد بسبب العديد من النزاعات من المواطنين، ومجموعات الدفاع عن البيئة، لكن البناء اكتمل الآن وسيحظى الاستاد بأفضل موقع بين ملاعب كأس العالم، ويسع 70 ألف مشجع وسيستضيف ثماني مباريات من بينها مباراة في الدور قبل النهائي. دربان هي إحدى المدن الساحلية الأخرى بين تلك التي تستضيف نهائيات كأس العالم وتقع على المحيط الهندي، ودربان هي أكثر موانئ أفريقيا ازدحاما ومقر الجالية الهندية الكبيرة في البلاد، وينحدر أغلبهم من نسل العمال الذين جلبهم البريطانيون لزراعة حقول قصب السكر، وتعد المدينة بمثابة مدخل إلى إقليم كوازولو ناتال، وهو معقل أكبر جماعة عرقية في جنوب أفريقيا، والتي خرج منها الرئيس الحالي جاكوب زوما، ويوجد في وسط المدينة «ميل ذهبي» من الشواطئ والمتنزهات والفنادق والمطاعم، وتأمل المدينة وهي من المدن القليلة التي من المرجح أن يكون الطقس دافئا بها خلال النهائيات أن يعزز النجاح في استضافة البطولة، من فرصها في استضافة أول دورة ألعاب أولمبية في أفريقيا في المستقبل. موسيس مابيدا هو أروع الاستادات الجديدة لكأس العالم، ويسع 70 ألف مشجع ويتميز بوجود قوسين متوازيين على ارتفاع 100 متر فوق الاستاد، سيحملان سلكا غليظا به كاميرا تنقل مشاهد من المحيط الهندي، وسيستضيف الاستاد سبع مباريات من بينها مباراة في الدور قبل النهائي. بلومفونتين هي العاصمة القضائية لجنوب أفريقيا، ويوجد بها أعلى محكمة في البلاد، وهي أيضا عاصمة إقليم فري ستيت، وتقع بلومفونتين التي تعني «ينبوع الزهور» بالهولندية في وسط جنوب أفريقيا. فري ستيت واحد من الاستادات الصغيرة في البلاد، وتم تطويره ليسع 48 ألف مشجع. وسيستضيف الاستاد ست مباريات في نهائيات كأس العالم. بورت اليزابيث ثالث المدن الساحلية ومدخل إلى مئات الكيلو مترات من الشواطئ الرائعة، بالإضافة إلى سواحل صن شاين ووايلد، وهذه المنطقة أيضا هي معقل قبائل اكسهوسا التي ينتمي إليها مانديلا وثابو مبيكي الرئيس الأسود الثاني لجنوب أفريقيا، بالإضافة للعديد من الأبطال المهمين في النضال ضد سياسة التمييز العنصري. نلسون مانديلا باي هو أول استاد كرة قدم دولي في المدينة على حافة بحيرة نورث إند، ويسع 48 ألف مشجع، وسيستضيف ثماني مباريات بالإضافة لمباراة تحديد المركز الثالث. نلسبروت عاصمة إقليم مبومالانجا الذي يقع على الحدود مع موزامبيق، ويضم أشهر حدائق أفريقيا البرية المفتوحة، وهي حديقة كروجر بالإضافة إلى مشاهد رائعة للجبال والشلالات، وتقع بلدة نلسبروت في الجزء الحار والجاف في شرق الإقليم. مبومبيلا هو أول استاد دولي في إقليم مبومالانجا، ويتضمن 18 دعامة للسقف تم تصميمها كي تشبه الزرافات، وبني الاستاد في بلدة نلسبروت ويسع 46 ألف مشجع وسيستضيف أربع مباريات في نهائيات كأس العالم. بولوكواني تقع في وسط إقليم ليمبوبو على حدود موزامبيق وزيمبابوي وبوتسوانا، وكانت هذه المنطقة معقل «ملكة المطر» الأسطورية، واشتهرت المدينة بعد استضافتها مؤتمر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في أواخر 2007، والذي انتخب فيه زوما رئيسا للحزب متفوقا على مبيكي، وهو ما أوصله في النهاية لسدة الحكم في جنوب أفريقيا بعد نجاحه في الانتخابات التي جرت في أبريل. بيتر موكابا هو أحد الاستادات الجديدة التي تم بناؤها، ويسع 45 ألف مشجع، وسيستضيف أربع مباريات في نهائيات كأس العالم، ويقع الاستاد في مجمع بيتر موكابا الرياضي وهو ناشط راحل أبان حقبة التمييز العنصري. راستنبرج يوجد في المدينة أكبر مناجم للبلاتين في العالم، وتقع على سفح جبال ماجاليسبرج إلى الشمال الغربي من جوهانسبرج، وتقع راستنبرج بالقرب من موقعي جذب للسائحين الأول، هو حديقة بيلانسبرج المفتوحة للحياة البرية والثاني هو صن سيتي وهي النسخة الجنوب افريقية لديزني لاند. رويال بافوكينج سمي الاستاد على اسم قاطني هذه المنطقة، وهم أكثر قبيلة بجنوب أفريقيا ثراء بسبب مناجم البلاتين، ويسع الاستاد 42 ألف مشجع وسيستضيف ست مباريات في نهائيات كأس العالم.