درويش السيد شاب موهوب منحه الله طلاقة اللسان وبلاغة البيان، التقيته في الرياض أخيرا ودثرني بابتسامة أطفأت لهيب الشمس، مازحته: «لم تعد هناك مسابقات خطابة وإلقاء كي تغلبنا»، كان درويش الأول دائما، سافر لمناطق الوطن ممثلا لمحافظته القنفذة الولادة للمبدعين، ليعود بالجوائز والدروع وكثير من الإعجاب. سألت درويش عن أحواله، فرد بفرح إنه أصبح مذيعا في قناة فضائية ناشئة، ويتقاضى عن كل حلقة بطولها وعرضها 50 ريالا، لا تستغرب عزيزي القارئ المبلغ المضحك، فهذه عقلية بعض رجال الأعمال الذين يعتقدون أن المشاريع الإعلامية، خصوصا تدشين قناة فضائية لا يختلف عن فتح مخبز في حارة. وقود تلك المشاريع شبان متحمسون يحلمون بفرص حقيقية لا يملكون واسطة للعمل في مواقع مميزة، ويلعب ملاك تلك القنوات إما على وتير الدين أو الطب الشعبي لتقديم برامج أشبه بالطبخ المحروق. يجب أن يعي رجال الأعمال أهمية النتاج الفكري الإبداعي للشبان السعوديين، خصوصا المنتج العلمي، ولا يدخلون في مشاريع تساير أحلامهم على أسس هشة دون رؤية واضحة وفهم للأبعاد السلبية المستقبلية. صورة أخرى للتعامل مع الموهوبين تقفز في ذهني بالتزامن مع إطلاق معرض الابتكار السعودي الثاني «ابتكار 2010»، الذي تحتضنه جدة، فهنا المبدع مقدر ومحتفى به. جمعت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، بدعم ومشاركة أرامكو السعودية 100 مخترعة ومخترع لتقدمهم إلى رجال الأعمال، بذلت في الحدث كل مايمكن أن يقدم للمبتكر من دعم وتطوير وتأهيل ليقنع رجل الأعمال بأهمية تحويل اختراعه إلى منتج يباع في السوق مثلما تفعل دول العالم مع موهوبيها. الحديث هنا ليس ثناء على جهة بل استعراض تجربة حقيقية، ف «موهبة» لا تكتفي بدعم المخترعين في المعرض بل تتكفل بتقديم المشورة والتدريب وابتعاث الموهوبين إلى برامج صيفية في جامعات عالمية عريقة، وتدفعهم على نفقتها للمشاركة في معارض دولية للمخترعين، أبرزها في سويسرا وبلجيكا والصين، وشهدت الأعوام الخمسة الماضية حصول المخترعين السعوديين على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في المعارض الدولية، كتب عليها «مخترع من السعودية». القارئ للمستقبل يعي جيدا أن سلاح الوطن هم الموهوبون، فإذا عرفنا كيف نطورهم ونأخذ بأيديهم، حصناهم من مغريات سوق استقطاب العقول، وضمنا مستقبلا أفضل لوطننا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة