لست من أنصار قيادة المرأة ولست ضده، فأنا أقف في منطقة محايدة في هذا الصراع الذي يبدو لي أنه سيستمر إلى ما لا نهاية، لأن الجدل فيه بدأ «هل هو حلال أم حرام»، وبعد سنوات طويلة من الصراع قيل: «لو حرم على المرأة ركوب الدابة لحرم ركوب السيارة». ثم انتقل الصراع إلى جاهزية المجتمع، أو كما سأل الكاتب خالد السليمان في أحد مقالاته المؤيدين لقيادة المرأة: «هل المجتمع مهيأ أخلاقيا بالانضباط الذي يسمح بوجود المرأة في الشارع، فإذا كان بعض الذكور لم يسلموا من المضايقة والتحرش فهل ستسلم الأنثى؟». مثل هذا السؤال مقنع ويحمل إجابته معه إن كان المجتمع يعيش في حالة ريبة جماعية، وأن المرأة هي وعاء يقذف به الرغبات فقط، وأن على ولي أمرها أن يتواجد معها وإلا ستصبح مباحة. سأتبنى الفرضية التي يطرحها البعض وأحمل خصائص الريبة وأرى مثلهم أن المجتمع ليس مهيأ أخلاقيا بالانضباط، لكني هنا لن أكترث هل تقود المرأة أم لا تقود وسط الذئاب؟. فما يهمني هنا: من صنع هؤلاء الذئاب الفاقدين للأخلاق؟ وإن كان قيادة المرأة سيجعل الأعراض تنتهك، هنا علينا أن نسأل مما صنعت مبادئ الشباب وقيمهم وأخلاقهم؟. ثم ما الذي تفعله وزارة التربية والتعليم منذ أنشئت، إن كان هذا ما سيحدث إن المرأة قادت السيارة؟. فمؤسسة التعليم هي المسؤول الأول عن تأسيس ضمير وقيم وأخلاق المجتمع، فيما الأسرة مسؤولة عن الفرد فقط، لهذا أسأل مؤسسة التعليم الذي أصبح جل أطفال المجتمع يرتادوها 12 عاما، أي من 6 أعوام إلى 18 عاما، ثم فئة منهم تنتقل إلى التعليم العالي 4 سنوات. ما أريد قوله هنا: هل فرضية أن المجتمع غير جاهز أخلاقيا دقيقة، بمعنى أن من يخرج من التعليم غالبيتهم ذئاب فيما قلة أسوياء وقلة أخرى متطرفة وجاهزة لتفجر نفسها بالمجتمع والعالم؟. إن مسألة قيادة المرأة من عدمه لا يعنيني كثيرا فأنا لست معه ولا ضده، ما يعنيني هنا الفرضية التي تؤكد أن المجتمع غير جاهز أخلاقيا. وغير جاهز أخلاقيا يعني أن شباب المجتمع سيهتكون الأعراض، خلاصة القول: أي مجتمع نحن؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة