لا مانع أبدا من قيادة المرأة للسيارة، ولكن البنية التحتية غير جاهزة أبدا، والشوارع مزدحمة بسيارات الرجال الآن فما بالك لو قادت المرأة، كما أن الطرق حاليا لم تجهز بعد بعوازل فاصلة بين مسارات الرجال ومسارات النساء، ولو تم تجهيزها فستكون الطرق ضيقة جدا مما سيستدعي إعادة بناء الطرق من جديد، وهذا سوف يستدعي هدم المدن وإعادة بناء البنية التحتية من جديد لكي تتمكن المرأة من قيادة السيارة. لا مانع أن تقود المرأة أبدا أبدا وأنا بالعكس أدعم هذه الخطوة… ولكن المجتمع غير مهيأ بعد لتقبل هذا الأمر، حيث إن الشباب سوف يغشى عليهم فجأة في كل مرة يشاهدون فيها فتاة تقود سيارتها.. فهذا حدث تاريخي عظيم لابد من قضاء عقود طويلة جدا لتهيئة المجتمع له حتى نتفادى مثل مشاهد الإغماء هذه. والأمر الآخر هو أن الرجل السعودي في داخله ذئب شرس سوف يتحرش بكل فتاة يوميا بمجرد رؤيتها تقود سيارتها.. وهذا فساد عظيم في البيئة الأخلاقية.. وبطبيعة الحال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستحتار لو ساقت المرأة السيارة وكثر الذئاب حولها وكشرت عن أنيابها.. يا لهويييي! قيادة المرأة للسيارة خطوة عظيمة جدا، ولكن لا يوجد لدينا شرطة نسائية متخصصة بمخالفات النساء، وحتى لو وجدت فلا يوجد مدارس نسائية لتعليم القيادة ولو وجدت فلا يوجد بند لتوظيف الشرطة النسائية في الجهات العسكرية، ولو وجد فلا يوجد كليات أمنية لتهيئة الشرطة النسائية، ولو وجد فلا يوجد نساء مؤهلات للخوض في هذه المهمة، ولو وجد فسوف تضطر المرأة في نهاية الأمر للخروج من منزلها يوميا لكي تعمل شرطية، مما سيعرضها للسفور ويهدد المجتمع بمزيد من المفاسد الأخلاقية، والله تعالى يقول «وقرن في بيوتكن». قيادة المرأة للسيارة فيها خير كبير، ولكن نحن بحاجة ماسة قبل أن تقود المرأة لمحطات بنزين مخصصة للنساء يعمل بها نساء كذلك، وبالتأكيد فيها بقالات وخدمات لغسيل السيارات وصيانتها وكل من يعمل فيها نساء كذلك حتى لا نرى سبعة عشر شابا يساعدون فتاة لتبديل كفر السيارة، فهذا سوف يسهل التحرش بها. لا مانع من قيادة المرأة للسيارة، ولكن الجميع يعرف أن قيادتها ربما لن تحل مشكلة السواقين الأجانب ولن ترفع من اقتصاد البلد ولن تسهم في التنمية ولن تحل مشكلة ثقب الأوزون ولن تقلل من مشاكل الاحتباس الحراري، كما أنها لن تحل التحديات الاقتصادية التي نواجهها بل قد تعرقل نمو البلد بسبب الإشكالات الأخلاقية والتحرشات الجنسية التي قد تنجم عن قيادة المرأة للسيارة، فلا ينبغي الإسراف في الاهتمام بهذا.. وإلا فلا مانع من قيادتها. لا مانع أبدا من قيادة المرأة للسيارة، ولكن ليس هذا وقتها أبدا.. فنحن ليس لدينا منظومة وطنية متماسكة، والآن وقت التماسك والتلاحم.. لم لا نسعى في قضية أهم هي الوطنية وحتى يكون الجنوبي والشمالي والقصيمي في علاقة تلاحمية أقوى من علاقتهم بقبائلهم.. فالمناداة بقيادة المرأة للسيارة أنانية بالتفكير. لا مانع من قيادة المرأة للسيارة، ولكن هذا موضوع هامشي جدا ويجب أن ننشغل بالقضايا الأساسية والتحديات الرئيسية التي نواجهها في البلد كالتعليم والصحة والإسكان والتوظيف، فقبل أن تقود المرأة لابد أن ننافس فينلندا في مستوى التعليم وننافس النرويج في مستوى الرعاية الصحية وهكذا ننافس جميع الدول المتقدمة، فهذه هي المواضيع الأهم التي لابد من الانشغال بها. لا مانع أبدا من قيادة المرأة للسيارة، ولكن يجب أن نصل للقمر قبلها، بعد أن نصنع أول صاروخ خاص بنا صناعة كاملة وبأيدي عمل سعودية وخبرات محلية لتدعم الاقتصاد المحلي وترفع الناتج القومي الذي يعتمد على النفط المهدد – هو الآخر – بالنضوب في خلال عقود قادمة مما سيضطرنا إلى الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة، والتي يجب دعمها قبل المناداة بقيادة المرأة للسيارة. قيادة المرأة للسيارة لا يوجد عليه أي غبار شرعي من ناحية جوازه في ذاته، ولكن مؤسساتنا المدنية متهالكة جدا وبيئة «الأمن الأخلاقي» في غاية الهشاشة ولا توجد أي جدية في حماية الفضيلة عبر أنظمة صارمة من قبل الدولة ولا توجد لدينا وزارة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإلا حينها سوف أكون أنا شخصيا -تخيلوا!- أول من ينشئ جمعية لمطالبة «النساء السعوديات» بقيادة المرأة للسيارة. قيادة المرأة للسيارة فيه مصلحة شرعية عظيمة جدا، ولكن هو أكبر ذريعة للسفور والابتزاز وخراب المجتمع وفساده وانحلاله. فهذا المقود سيهتك فضيلة المجتمع بكاملها.. وإن كان قيادة المرأة جائزا من الناحية الشرعية.. لا مانع أبدا من قيادة المرأة للسيارة… ولكن الآن ليس وقته.. ولا بعد سنة ولا بعد عشر سنين.. المجتمع غير مهيأ.. والبنية التحتية غير…. إلخ إلخ!. عن مدونة فهد الحازمي http://www.som1.net