احتفت مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر البارحة الأولى بكاتبها الأديب عبده خال، إثر فوزه بجائزة البوكر العالمية في الرواية العربية لعام 2010م، عن روايته «ترمي بشرر»، كما كرمت المؤسسة رجل العام والموظفين المثاليين للعام الماضي. شهد الاحتفال الذي أقيم في فندق الهيلتون في جدة، مدير عام المؤسسة الدكتور وليد قطان، ورئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد التونسي، ورئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت الدكتور محمد الشوكاني، ورئيس تحرير صحيفة النادي صالح العمودي، ونخبة من أعضاء المؤسسة، والعاملين بها في قطاعي التحرير والإدارة. مؤسسة «عكاظ» زفت التهاني للزميل عبده خال «الذي شرف الأدب السعودي بفوزه بجائزة البوكر»، وتمنت له المؤسسة في كلمة ألقاها مساعد المدير العام للموارد البشرية أحمد بن سليمان البطاح، المزيد من النجاح والتميز، كما هنأت المؤسسة المكرمين من منسوبيها، مثمنة لهم جهودهم المضاعفة للارتقاء باسم «عكاظ» عاليا في فضاء التميز. وفند البطاح أسس اختيار رجل العام والموظفين المثاليين قائلا: «إن آلية اختيار المثاليين ورجل العام تنبع في الأساس من رؤساء القطاعات في المؤسسة، بترشيحهم لعدد من العاملين لديهم، ممن تنطبق عليهم الشروط الموضحة في الاستبانة المعدة سلفا لهذه المناسبة، والتي يتم دراستها من قبل لجنة الفرز والمفاضلة، المشكلة من قطاعات المؤسسة». وأضاف: «كما يتم اختيار رجل العام ممن له بصمة مهنية واضحة على مستوى المؤسسة». مشاعر الأسرة وفي كلمة بعنوان: «عبده كاتبا وروائيا وزميلا»، اختزل رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد التونسي مشاعر الأسرة العكاظية تجاه كاتبهم الذي لازم الصحيفة 27 عاما، قضاها محررا وكاتبا. وخاطب التونسي الحضور قائلا: «في هذه الليلة أو اللحظة.. والعكاظيون يحتفلون بالعكاظيين المثاليين على مدى عام كامل من الركض والإنجاز والتميز.. نحتفي أيضا بروائينا وكاتبنا المبدع عبده خال، ونيله جائزة البوكر العالمية في نسختها العربية، لكننا حين نحتفي ونحتفل بعبده، فإننا لم نخرج بعيدا عن فضاء «عكاظ» ومدار العكاظيين.. فعبده ابن ل «عكاظ» مثلما هو ابن للمجنة والهنداوية وجدة والوطن عموما». ولخص رئيس التحرير مسيرة عبده خال ومشواره العلمي والعملي وانتسابه لصحيفة عكاظ، وقال: «عبده بدأ محررا متعاونا دلف للصحافة من بوابة سوق عكاظ، واسم نيفين عبده، ومحررا متفرغا لمدة لم تطل كثيرا كان في إحدى مراحلها مديرا لمكتب «عكاظ» في منطقة الحدود الشمالية.. وتحديدا عرعر». وأضاف التونسي «إذن عبده كان ابنا وفيا ل «عكاظ» طوال هذه المراحل والتحولات والمحطات، ولا يزال، وسيظل كذلك ما دامت «عكاظ» وهو ينبضان في الكون». وزاد رئيس تحرير صحيفة عكاظ: «كلنا يعرف عبده كاتبا صادقا وجارحا ومناصرا لهموم الناس، وكلنا يقرأ عبده روائيا يفتح آفاقا جديدة في مسار الرواية. ولكن كلنا يجب أن يعرف عبده الإنسان المرهف الذي حمل على عاتقه من أول إلى آخر جملة، تعب قلبه ومعاناة الآخرين، ما أجبره على أن يقضي زمنا طويلا بين حقول وأشواك الكلمات حينا، وغرف المستشفيات أحيانا أخرى في تغريبة طويلة من الحبر والسهر والمعاناة وعشق الحياة ليحصد في الآخر حب الناس، ومودة الأصدقاء، وجائزة البوكر». عفوية ووفاء وتوجه فارس الأمسية العكاظية عبده خال إلى منصة الحفل، ليطلق كلماته المرتجلة في العنان، معبرا بعفوية ووفاء عن حبه لصحيفته التي احتضنته في بداياته وشاركته فرحته ونجاحاته. عبده الذي رفض أن يكتب كلمته على الورق، لفت إلى أن الإنسان عندما يتحدث في بيته لإخوته وأهله لا يحتاج إلى تنميق الكلمات، وقال: « شكرا لأمي وبيتي عكاظ»، وأضاف: «عندما أشارك في محفل عالمي، أقدم نفسي «الكاتب في عكاظ»، بل إنني ازداد فخرا عندما أقول «أنا ابن عكاظ». واستطرد متذكرا تاريخه مع صحيفة عكاظ خلال 27 عاما: «يبدو أنني أكبركم سنا، حيث إنه لم يبق من تلك المجموعة العكاظية سواي كأقدم شخص في التحرير، بعد أن كان ينافسني على هذا «مبين» – أحد العاملين في «عكاظ» من الجنسية الهندية- الذي ترك لي المنصب وسافر إلى بلده». قصة البدايات عبده خال الذي اعتبر «عكاظ» صانعة للعقل والفكر، سرد قصة بدايته مع المؤسسة: «خلال المشوار الطويل كان يقال لي ما الذي قدمته لك «عكاظ»، رغم أن من جاء بعدك قفز لمناصب ومراكز متقدمة، وكنت أقول لهؤلاء «عكاظ» تاريخي الشخصي، كما هي تاريخ وكيان.. وهل يستطيع الشخص مسح تاريخه من أجل منصب أو جاه أو مكافأة؟». وأفاد خال أن «عكاظ» حاضرة عند الناس.. وأي مؤسسة يبقى بناؤها قائما لا يخشى عليها مما يحدثه الزمن من ردات الفعل عند الآخرين، لما تقدمه من مادة صحافية للناس. وأشار عبده إلى دور «عكاظ» في صناعة الأسماء الصحافية المميزة : «يكفي الصحف الأخرى أن تستقطب شخصا من «عكاظ» ليصبح في مكان مرموق»، مضيفا: «أبناء «عكاظ» وضعوا في الصحف الأخرى في مراكز قيادية، وهذه شهادة ل «عكاظ»، لكنني لم أحدث نفسي بترك «عكاظ» رغم كل المغريات، والسبب أن «عكاظ» حقل يمدك بالتوهج، وإن لم يكن ظاهرا إلا أنك تشعر به وأنت في الداخل، وكثير من منسوبي وكتاب المؤسسة ندموا على مغادرتها، ولم يحصدوا التوهج كما كانوا في عكاظ». واختتم عبده خال كلمته مخاطبا الموظفين المثاليين في الحفل: «علينا أن نثبت أن «عكاظ» صانعة للعقل والفكر». كلمة المكرمين وتتابعت كلمات الوفاء عندما ألقى مدير إدارة شؤون الموظفين محمد الغامدي الفائز بجائزة رجل العام في المؤسسة كلمة المكرمين، مؤكدا فيها: «إن هذا التكريم سيكون حافزا لنا لمضاعفة الجهد وتقديم المزيد من العطاء في سبيل تحقيق الأهداف التي نصبو إليها جميعا، بهدف خدمة مؤسستنا العريقة، وضمان استمرارها في قمة الهرم الإعلامي». وخلص الحفل إلى تكريم 14 زميلة وزميلا من أقسام ومطبوعات المؤسسة، تسلموا جوائزهم من أيدي قيادات المؤسسة الذين اعتلوا المنصة لتكريم الفائزين الذين زفتهم فرقة القمة للفنون الشعبية وسط حفاوة زملائهم وأصدقائهم.