تشهد مكةالمكرمة حركة عمرانية دؤوبة ما أفرزت نشاطاً في دخول وخروج شاحنات عملاقة تنقل مستلزمات أو مخلفات البناء بشكل يسجل مخالفة الشركات والجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع لبعض الأنظمة التي أصبحت تشكل هاجساً لدى السكان، فمن سقوط الصخور إلى تصدعات تفجيرات القطع الصخري وصولا إلى مخالفات شاحنات نقل نفايات المشاريع بالإضافة إلى الأضرار البيئية التي تلقي بها على سكان الأحياء. وشكلت قيادة الشاحنات داخل الأحياء في أوقات الذروة زيادة حدة الخطر الذي حاولت إدارة المرور تفاديه عند إقرار نظام منع قيادة الشاحنات في أوقات الذروة داخل الطرق التي تعج بالسكان والمارة والاختناقات المرورية نتيجة توحد موعد صرف الدوائر الحكومية والمدارس، مما أدى لهذا التجاهل من قبل السائقين إلى تفاقم المشكلة. وهنا يذكر سعد الكناني وهو يقطن في حي يشهد نشاطا عمرانيا أن المشاريع أفرزت تجاوزات مقاولين وشركات ونحن منذ أكثر عام نعاني من مسألة القطع الصخري الذي أدى إلى وجود تصدعات في المباني السكنية نتيجة قوة المتفجرات المستخدمة في القطع. ويطالب الكناني بوقف استخدام المتفجرات في القطع الصخري والاستعاضة عنها بعملية التنقيب الآمنة. ولا زال سكان حي الزهارين في العزيزية يتذكرون صوت تساقط الصخور على مركباتهم ومنازلهم قادت إلى تدخل إدارة الدفاع المدني لعملية الإنقاذ غير مرة. وحول مراقبة الشاحنات الناقلة لنفايات المشاريع التطويرية أرجع عبدالعزيز الغامدي هذا التجاهل إلى ضعف تطبيق العقوبات والمخالفات المقررة من قبل إدارة المرور. واتهم سعيد الجعر سائقي الشاحنات بالتطاول على حق الغير وعدم مراعاة الأسباب التي من أجلها منعوا من الدخول لهذه المناطق في أوقات الذروة وقال «تتميز مدارس مكةالمكرمة بكثرتها نتيجة العدد السكاني الهائل وبقربها من الطرق التي دائما ما تكون مكاناً للعبور الطالبات والطلبة». ورأى أحمد رجب الخزمري أن الشاحنات أفرزت مشكلة بيئية عبر ما تفرزه من أدخنة. من جهته، نفى الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة النقيب فوزي الأنصاري أن يكون هناك أي قصور من قبل رجال المرور في إنزال العقوبات على مخالفي أنظمة السير. وعن الشاحنات التي تتواجد في أوقات الذروة داخل المناطق المحظورة عزا النقيب الأنصاري ذلك إلى وجود ظرف طارئ. من جهته، أوضح مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد أمين أن الأهداف التي ينتظر تحقيقها من المشاريع التطويرية القائمة تدفعنا إلى تجاوز بعض الصعوبات المواجهة لنا في حياتنا اليومية. وأضاف الدكتور أمين «ترصد الفرق الفنية وبشكل يومي عمليات سير عمل هذه المشاريع لضمان سلامة المجمعات السكنية المجاورة لها بالإلزام برش مواقع العمل بمواد خاصة تمنع تطاير الأتربة أثناء التنقيب والنقل». من جهته، اعتبر مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن المعاناة التي يعيشها سكان الأحياء المجاورة للمشاريع التنموية هي ضريبة للتطوير «لا بد من إدراك مسألة تحقيق الهدف الأسمى لأجل مكة». وقال العميد أربعين «تعمل إدارة الدفاع المدني على عقد الشراكات مع الجهات الخاصة والحكومية لضبط الحركة وإدارة الحشود في مواقع المشاريع الحيوية كتطوير الساحات الشمالية في الحرم المكي». وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أن مهام الدفاع المدني تعد مرحلية قبل بداية المشروع وأثناء تنفيذه وبعد إنجازه «تكمن المهمة الأولى فيما قبل بداية المشروع بتوفير مسالك الهروب والإنقاذ والإطفاء أما أثناء سير العمل في المشروع فتنحصر المهمة في المتابعة الدقيقة والالتزام بمعايير السلامة أما المرحلة الثالثة فتكون التأكد من تطبيق الاشتراطات المتعلقة بالسلامة في المنشأة أو المشروع». وعن التجاوزات التي تحدث من منفذي المشاريع أكد العميد أربعين أن هناك عقوبات صارمة تتضمنها بنود التعاقد مع المنفذ منها كف اليد عن العمل لحين إصلاح التجاوزات.