يشكل تجاهل سائقي الشاحنات السير في الطرق الرئيسة ووسط المدينة عند أوقات الذروة هاجسا أمنيا لرجال المرور وخطرا داهما على مستخدمي الطرق ورقما إضافيا للذروة التي يشكو منها سائقو المركبات في مكةالمكرمة. وساهم تجاهل قائدي المركبات الالتزام بنظام منع قيادة الشاحنات في أوقات الذروة داخل الطرق التي تعج بالسكان والمارة والاختناقات المرورية من تفاقم الأزمة التي يشكو منها مستخدمو الطرق الآخرين من أصحاب السيارات الصغيرة، مشيرين إلى أن ذلك يشكل خطرا كبيرا وإعاقة لمرونة السير والمارة. أرجع عبدالعزيز الغامدي وجود الشاحنات الممنوعة من دخول المناطق العمرانية في أوقات الذروة لقائدي الشاحنات التام لما أقرته الإدارة العامة للمرور من أنظمة السير التي تمنع ذلك إلى جانب ضعف تطبيق العقوبات والمخالفات المقررة في لائحة النظام من قبل الإدارة على قائدي الشاحنات المخالفة. مطالبا بتصعيد المخالفات المرورية ضدهم إلى حد يصل الشركة المشغلة أو المؤسسة التابعة لها الشاحنة، معتبرا أن كثرة المخالفين والاعتياد على تكرار هذه الظاهرة دون ردع قوي شجع الكثيرين على الاستمرار في تجاوز الأنظمة. خطر دائم وألقى خالد الطاش باللائمة على سائقي الشاحنات من خلال التطاول على حق الغير وتجاهلهم للأسباب التي من أجلها تم إقرار النظام القاضي بمنع الدخول لهذه المناطق في أوقات الذروة، وقال «تتميز مدارس مكةالمكرمة بأعدادها الكثيرة نتيجة العدد السكاني الهائل وقربها من الطرق التي دائما تكون مكانا لعبور هذه الشاحنات في أي وقت لتشكل خطرا كبيرا على هؤلاء الطلاب والطالبات وبخاصة الصغار منهم، فلا يملك الجميع القدرة على توصيل أبنائهم وإرجاعهم لظروف عملهم، وهو الأمر الذي يجعل خطر وجودها وقت الذروة مقلقا». تشديد العقوبات ويطالب أحمد الخزمري بضرورة تشديد العقوبات على المخالفين من قائدي الشاحنات في أوقات الذروة داخل المدن، من خلال مضاعفة العقوبات حتى تكون جزاء رادعا لهم وعظة لغيرهم، مشيرا إلى أن خطورة هذه المخالفة ونتائجها الكارثية كفيلة بإيقاع أقصى العقوبات على المستهترين بالقانون، لافتا إلى مشكلة التلوث البيئي الناجم من هذه الشاحنات وخطورته على الصحة العامة. عقوبات للمخالفين وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر «عكاظ» لدى إدارة مرور العاصمة المقدسة بأن ما لا يقل عن 5 في المائة من البلاغات الواردة لغرفة العمليات في الإدارة تكون ضد الشاحنات وبخاصة التي تتساقط منها بقايا أتربة ومخلفات هدم المباني نظير ما تشهده المنطقة من نقل لمخلفات المشاريع التطويرية وبخاصة في الأحياء العشوائية مع نقل قطع ضخرية يوميا في حدود حمولة 4000 شاحنة، نفى الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة الرائد فوزي الأنصاري أن يكون هناك أي قصور من قبل رجال المرور في إنزال العقوبات على مخالفي أنظمة السير. وأكد الأنصاري حرص إدارة المرور على سلامة الجميع، باعتبار أن المهمة المنوطة بالمرور هي ضمان السلامة للجميع سواء المشاة أو المركبات، مشيرا إلى عدم التهاون في إنزال العقوبة ومحاسبة المقصرين إذا ثبت ذلك. وعن الشاحنات التي تتواجد في أوقات الذروة داخل المناطق المحظورة، عزا الأنصاري هذا الأمر إلى ظرف طارئ وذلك إما لتعطلها أو لم يتمكن قائدها من نقلها إلا في هذه اللحظة أو جهل منه بالمناطق التي تمنع فيها القيادة في أوقات الذروة التي حددتها إدارة المرور. وقال إن وجود الشاحنات في الوقت الراهن مرتبط بما تشهده مكةالمكرمة من مشاريع تنموية كبيرة يجري العمل فيها صباحا ومساء لإنجازها، سواء في المنطقة المركزية أو خارجها، ويتم تنظيم هذا الجانب وفق آلية محددة مع الجهات ذات العلاقة التي جرى فيها تحديد خطوط سير للشاحنات تبعد عن أماكن التجمعات المدنية كالمدارس وغيرها، ولا يمكن بأي حال منع دخولها حاليا، لأن في ذلك تعطيلا لإنجاز المشاريع القائمة، ومنها مشروع توسعة ساحات المسجد الحرام ومشروع جبل عمر ومشروعات تطويرية في بعض الأحياء العشوائية.