يثير نجاح عبده خال كروائي سؤالا أبديا لطالما تردد في كثير من المناسبات، هو: هل يمكن للأديب أن يكون صحافيا؟ ولكي أريحكم من «عنت» هذا السؤال السفسطائي، فإنني أرجعكم إلى مقالاته الاجتماعية التي يكتبها في هذه الصحيفة يوميا، ومنذ أكثر من 15 عاما؛ فهي تؤكد أن عبده خال ولد صحافيا قبل أن يكون روائيا، وأن الكثير من المشاهد الحياتية التي جسدها من خلال قصصه الغنية بالحس الإنساني الباذخ، تؤكد أن حسه الصحافي العالي هو الذي منحه القدرة على «الالتقاط»، وهي صفة لا يمكن أن تتوافر لغير الموهوبين من الممارسين للعمل الصحافي. ولو لم يكن عبده خال صحافيا.. لما كان روائيا ناجحا.. حتى وإن كانت كتابة القصة لديه قد سبقت امتهانه للعمل الصحافي، لأن الحس الصحافي المتميز قد يتوافر لإنسان، وإن لم يسبق له أن مارس العمل الصحافي، وإن كان هناك العشرات من الممتهنين للصحافة، وإن عدموا «لوثة» هذا الحس وسرطانه. د. هاشم عبده هاشم (رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الأسبق)