أكد الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة المصري جابر عصفور في افتتاح ندوة «محمد مندور بعد اربعين عاما على رحيله» ان «جوهر عمل» شيخ النقاد الراحل «استند على ترسيخ مفهوم التقدم والاصالة كوجهين لعملة واحدة في النقد الابداعي والادبي». وقال عصفور «كان الراحل كعاصفة مرت وتركت اثارها العميقة في النقد الادبي فهو اول من عرفنا على الاصالة كونه وعى بحدود الذات والحضور النوعي للمثقف بشكل خاص والامة بشكل عام ورفض التبعية للتراث العربي القديم بقدر رفضه للتبعية للفكر الغربي». وتابع «ذلك لبحثه عن الفكر النقدي الاصيل لانه راى في الدراسة والتمحيص والاصالة الوجه الاخر للمعاصرة فقام بمساندة الجديد ودافع عن جيل الشباب امام الشيوخ خصوصا عندما هاجم عباس العقاد وطه حسين مجموعة الشباب الجدد فوقف الى جانبهم واطلق على العقاد لقب جورجياس (فيلسوف يوناني سفسطائي خاض محاورة مهمة مع افلاطون كشفت عن عدم قيمة افكاره) الذي اوجعه حتى رحيله». واعتبر عصفور ان مندور «اول من اسس للنقد العربي بمفهومه التقدمي الاصيل واية نظرة على كتابه «النقد المنهجي عند العرب» الذي صدر في الاربعينات تؤكد هذه الاصالة فلا زالت افكاره التي طرحها فيه طازجة حتى الآن». واشار الى نضاله السياسي كعضو مؤثر في تيار اليسار في حزب الوفد ضمن مجموعة الطليعة الوفدية وانحيازه الى العدالة الاجتماعية والاشتراكية بعد ان تاثر خلال دراسته في فرنسا بافكار الجبهة الشعبية في فرنسا في الثلاثينات من القرن الماضي. وقد عبر عن مواقفه هذه في مقالاته التي كان يكتبها كرئيس تحرير لعدة صحف بينها صحيفة «الوفد المصري» و«المصري» و«صوت الامة» حيث نادى بالديمقراطية والحرية الفردية واحترام الذات والاخر. وكان مندور في الاربعينات عضوا في البرلمان المصري ممثلا للجناح اليساري لحزب الوفد «الطليعة الوفدية» وبعد ثورة 23 يوليو 1952 حظر عليه النشاط السياسي فلجأ الى الكتابة في النقد الادبي والمسرحي في صحف الدولة ولم يتنازل عن نقد الحكم الشمولي بطريقته الخاصة وعبر مقالاته. وخاض من خلال مقالاته معركة ضد عدد من المثقفين المصريين بينهم رشاد رشدي الذي كان يتبنى نظرية الفن للفن في حين كان يرى مندور ان الفن يرتبط بالحياة ويعبر عن غالبية ابناء الشعب. ويشارك في الندوة اكثر من خمسين باحثا عربيا ومصريا بينهم من تونس عبدالسلام المسدي ومن فلسطين فيصل دراج ومن مصر محمود امين العالم وصلاح فضل ومحمد عبدالمطلب وسيد محمود واحمد عبد المعطي حجازي وسيد عشماوي.