فرحتك بنجاح وتميز ابن حارتك تفوق في كثير من الأحيان فرحتك بما تحققه أو يحققه أحد أقربائك أو أقربهم. كان هذا مؤكدا حدوثه بين أبناء جيلنا المرتهن إلى الفطرة والبياض، نحن «الخمسينيون والستينيون»، والله وحده أعلم بما هو حادث بين أغلبية ما هو بعدنا من أجيال. فرحتنا نحن أبناء حي الهنداوية العتيق في جدة، بفوز عبده خال بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية عن روايته «ترمي بشرر»، كثالث عربي بعد المصريين؛ بهاء طاهر «واحة الغروب» ويوسف زيدان «عزازيل»، أعجبني أن ابن حارتي الذي غدا الأميز في الرواية العربية اليوم ولعام كامل أو ربما الذي يليه، هو الذي تشاطرت وإياه دورات الحارة الرمضانية في الشطرنج التي كان يشارك فيها عبد القادر بشير رجل الأعمال حاليا ومحمد الأهدل الذي اختطفه البحر مبكرا رحمه الله في فترة انعقاد تلك الدورات، وزملاؤنا محمد قاسم صغيري الموظف في البنك الأهلي اليوم، وأحمد مساوى أحد أعضاء لجنة الجمباز في الاتحاد السعودي للعبة، وإسماعيل باري وأولئك الذين غدوا مهندسين كبارا في أرامكو اليوم سليمان بالعوط وخالد كعكي وجمال كشي وعلي عباس جكسا المهندس الذي استقر به المقام في الولاياتالمتحدة اليوم. أعجبني بالفعل أن النبوغ كان لأحد «بشكتنا» في الهنداوية عضو دورة الشطرنج، والحاصل على لقب جائزة «البوكر» التي تتشارك في لفظها وحروفها العربية فقط مع لعبة البوكر «لعبة الورق العالمية التي وجدت لها طريقا إلى العاب الحاسب الآلي». هذا «المسلوع» عبده خال الذي لم يزد وزنه خلال الثلاثين عاما الماضية كيلا واحدا، كنا نعلم أنه محب للكتابة، ومهيأ للإبداع منذ اليفاعة، لكن أن يطل برأسه إلى العالم ليخطف الجائزة العربية العالمية في ثالث نسخها فهذا مصدر فخر. الآن فقط عرفت لماذا وجههه الدكتور هاشم عبده هاشم عراب مجموعتنا الدالفة إلى عالم الصحافة في مطلع الثمانينيات الميلادية إلى العمل في «المحليات»، ذلك للمسه من عبده لغة أدب جميلة يحسن فيها تعامل الصحيفة مع قارئ المحليات قبل التناغم مع الثقافة والفكر والإبداع، ثم وبعد ربع قرن فرغه للكتابة تماما ليكون منسوبا للصحيفة ككاتب لا صحافي، يفكر ويكتب وهو ما فعله واستثمره عبده تماما، وأصبحنا نجده في كل الأماكن العامة والمولات وأماكن السهر وحيدا، أو مع الأبناء. كنا نعرف أن ذلك للمعايشة والاغتراف من قصص وحكاوى الواقع رغم غباء البعض الذي كان يرمي إليه أو عليه تهم الاستعراض بين الناس يفعل ذلك لأنه الكاتب عبده خال سيما في مواسم الصيف دون أن يعلموا أن عالم الكتابة عند الرجل الكبير في الرواية العربية نجيب محفوظ كان بين الناس وفي المقاهي. المهم أن اختطافه للجائزة جاء في عز خوفنا في السنوات الأخيرة من عمق تخصص عبده في الشأن المحلي، ومشكلات الناس وشكاواهم وصدامه مع جهات بعينها، وأن يلحق بسابقه أديب الرومانسية عبد الله الجفري رحمه الله الذي كاد أن يخصص عموده اليومي في الشأن المحلي وطرح مشكلات الناس بشكل كبير جعلنا نبحث عن الرومانسية في مقالاته. أخيرا أضم صوتي إلى محمد عبده والسفير اليمني في المملكة محمد علي محسن الأحول لمطالبة عبده خال بطرح روايته «الهنداوية» التي قرآ أجزاءاً منشورة منها صحافيا. فاصلة ثلاثية: * يقول المثل الياباني: طول لسان المرأة ثلاث بوصات، لكن بإمكانه قتل رجل طوله ستة أقدام. * ويقول المثل البرازيلي: المرأة تعطي قنطارا لمن يعطيها درهم حنان. ويقول المثل الإيطالي: إن الذي يعلم الفتاة كيف تحب كالذي يعلم الماء كيف ينحدر.