فتيات في العشرين من أعمارهن يتوشحن البياض في افتراشهن مقر القسم النسائي في الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية، لتحقيق أحلامهن نحو أفق بعيد لا يعرف احتكار الذكور ولا يؤمن بسطوتهم، ضمن فعاليات ملتقى شابات الأعمال. مشروعات علمية ورش عمل لأربعين مشروعا بأنامل سعودية، تلفت ناظريك لمستها الأنثوية والترتيب المبهر وتضارب الألوان الذي يضفي عبقا على المكان. اللافت ليس اختلاف الأعمار أو المستوى التعليمي، بل التناقض الذي جمع بين شهادات علمية ومشاريع هي أبعد ما تكون من تخصصاتهن، فالمحاسبة والعلوم الطبية والمعلومات التقنية وعلوم الحاسب الآلي، اجتمعت في صفحة واحدة مع الشكولاته وتنظيم الأفراح وتصميم الأزياء وصناعة المجوهرات. والسبب هو قلة الفرص الوظيفية لإطلاق إبداعاتهن الكامنة وتنمية قدراتهن. تمويل ذاتي التمويل لدى شابات الأعمال لم يكن عقبة للكثيرات منهن، فالبعض لجأ إلى مركز الأمير سلطان لدعم المشاريع الصغيرة، فيما اعتمد معظمهن على التمويل الذاتي، إما للاكتفاء أو لعدم استيفاء مسوغات وشروط تمويل المركز. دعم وتشجيع المشتركات جميعهن اتفقن على أن الدعم الأسري، كان هو الدافع الأول والمحرك لتحويل أفكارهن إلى مشاريع تطبيقية ملموسة، وهو السبب في خلق أفكار عديدة تمردت على حصر المرأة في حلقة الأزياء والمجوهرات، إلى تصميم المواقع والتجارة الإلكترونية وغير ذلك من المشاريع الطموحة على الرغم من بساطتها. تنظيم الاحتفالات منظمة حفلات زفاف نورة الشبر، عملت من منزلها لمدة 11 عاما، ثم انتهت إلى فتح محلٍ لها منذ عام وثلاثة أشهر من مالها الخاص، حيث تنص شروط التمويل على أن لا يعطى رأس المال لمشروع قائم وإن كان من المنزل. تقول نورة: الإجراءات معقدة وتتطلب جهدا، والمرأة بحاجة إلى رجل دائما لإنهائها. ومع أن السوق تطور كثيرا مقارنة بالخمسة أعوام الماضية، إلا أنه لا زال يحتاج إلى المزيد من الإجراءات التي تساهم في تحقيق الإنجاز. تدوير الورق ضحى البراهيم، حاصلة على ماجستير في إدارة البيئة، قالت: يجب أن يتحلى الجميع بحس المسؤولية، فأغلب المشاريع قائمة على مقدار العائد في النهاية وليس على المسؤولية الاجتماعية، التي بإمكانها أن تكون دعما للبيئة ومصدر دخل آخر في الوقت ذاته. تقنية وبرمجيات أما الحائزة على جائزة غرفة الشرقية لأفضل منجزة واعدة فضيلة الفضل، فقالت: إن الصعوبات التي تواجههم هي صعوبة الحصول على تراخيص لمشاريعهم. تصنيع المجوهرات أما آلاء عادل التي تتطلع في تصميم المجوهرات وتصنيعها مع اثنتين من صديقاتها، اشتكت من غلاء الورش والمصانع التي تقف عقبة في طريقها، وتقول: تصنيع الذهب أو الفضة يتطلب أموالا كثيرة،وأنا لا أملك هذا المال ولا أستطيع توفيره. خبيرة تجميل فيما لم تقرر أم سعيد ربة منزل وخبيرة التجميل، البدء في العمل إلا عندما كبر أطفالها، والتي قالت: الملاحظ على أهل منطقتنا عدم ثقتهم ببنات المنطقة نفسها ولجؤوهم إلى خبيرات تجميل من مناطق أخرى بعيدة، لذا قررت الخروج من منطقتها والذهاب إلى مناطق أخرى للتسويق. الشكولاته والمحاسبة خريجة محاسبة ياسمين الدوسري، تستورد أنواعا مختلفة من الشكولاته، ثم تصنع غلافا لهذه القطع باسم صاحبها على حسب الطلب. ومع الوقت لجأت إلى مركز الأمير سلطان للحصول على تمويل، تقول: بعد أن فقدت فرصة الحصول على وظيفة في مجال المحاسبة فكرت في هذا المجال الذي جعلني أنسى تماما شيء اسمه المحاسبة. أكثر جدية فيما قالت خريجة جامعة الملك سعود في الرياض مروة الصالح: الكثير من العملاء يفضلون التعامل مع الفتيات في تصميم المواقع، لأنهن أكثر جدية ومثابرة من الرجال، ولأنهن يمتلكن لمسة التصميم والإحساس بالجمال أكثر، إلا أن البيئة المحلية تحد من التواصل مع العملاء، خاصة أن غالبيتهم من الرجال.