* يخلط البعض بين حرية الرأي وأدبياته .. بين حرية الرأي وفوضويته .. بين إخضاعه للعقلانية والحكمة وسمو الأسلوب وسلامة الهدف، وبين انفكاكه من عقاله وضوابطه ومعاييره وحدوده، وإطلاقه على عواهن الانفلات والأهواء. ** في كل جماعة أو منظومة عمل في أي مجال هناك عدة أنماط للقيادة تتباين في مستوياتها ومقوماتها وقدراتها وأساليبها، بين منظومة عمل وأخرى في المجال الواحد، وما يندرج تحته من تفرعات ومسؤوليات ومسؤولين، إلا أن هذه الأنماط القيادية بكل تنوعاتها وتباينها فيما يتعلق بالمقومات والقدرات والأساليب، يبرز ثقلها الإيجابي لدى ذلك النمط الذي يشرع نوافذ قلبه قبل باب مكتبه. لكافة العاملين والمتعاملين معه بمختلف فئاتهم ومستوياتهم في سبيل الوصول لأعلى درجة من الشفافية. العمل من خلال هذا التوجه يحقق له الوقوف على الكثير من الآراء والملاحظات والنقاط التي يسهل إيضاحها والتغلب عليها جراء ما كفله كسر الحواجز من يسر تناولها أولا بأول، بينما قد تصبح بمثابة عوائق وعقبات يستعصي التغلب عليها لو أنها اصطدمت بأسلوب مغاير فيه ما يبعث على التنافر والتكلف والتحفظ والحيطة والحذر، فمثل هذه البيئة لا تخلق تباعد الأعضاء وتنافرهم فحسب، بل تصبح بيئة جاذبة للوشايا والدسائس والغيبة والنميمة وكل السبل الوصولية والصيد في الماء العكر، فتحل الشحناء وتتوالد العداوات وتتفتت العلاقات حتى ينال السقوط من كل شيء .. والله من وراء القصد. تأمل: من لم يصن نفسه لم ينفعه ندمه